منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - نَــصْــرٌ وَ شَــهَــا دَ ه
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-26-2007, 12:16 PM   #1
محمد فكري
( شاعر )

الصورة الرمزية محمد فكري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

محمد فكري غير متواجد حاليا

افتراضي نَــصْــرٌ وَ شَــهَــا دَ ه


...ولأنّ الذكرياتِ الصادِقَةِ لا ترحلُ برحيلِ يومِها...
..........................................
وبعدَ عشرينَ يوماً على الذكرى الرابِعَةِ والثلاثِينَ لـ (أكتوبر المجيد)
.........................................
...خرجَتْ هذهِ للنور...
:
لعلَّ النورَ يقبَلُها!!



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نصرٌ وشهادَه



ذِكرى الذينَ لهم..
تسابَقَ دمعُنا في المُقلَتَيْن

عينٌ..
بها نزفُ الرثاءِ على الشهيدِ وأختُها..
تبكي سعادةَ عودةِ البطلِ المجاهدِ شامِخاً..
كالشمسِ يَغزو نورُهَ الآفاقَ..
ينثُرُ حُسنَهُ في المشرِقَيْن

في (عاشِرِ) الشهرِ الكريمِ تقدّموا..
فالصومُ كانَ غِذاءَهم..
والله أكبرُ عالياً..
قد خطّها الإيمانُ فوقَ قلوبِهِم..
فإذا بجَمْعِهِمو تيَمَّمَ ثمّ صلّى ركعَتَيْن

**********

يا أيُّها البطلُ الشهيدْ..
يا من رَوَيْتَ الأرضَ من طُهرِ الوريدْ..
يا من نصَبتَ لواءَ (مِصرَ) على تلالِ القلبِ أبشِر..
قد رأيتُكَ من بعيدٍ سائِراً نحوَ الجِنان

وهنا..
رأيتُ الأمَّ حينَ وداعِها إيّاكَ..
رغمَ البعدِ بينَكُما..
غَدَتْ تبكي كأنَّ عيونَها بحرٌ..
توسّطَ وجهَهَا البدريَّ ذاكَ بياضُ صابِرةٍ..
أتى من نورِ مِشكاةٍ لها في دارِها الأخرى..
وشقَّ الدمعُ أرضَ خدودِها نهراً..
تقابلَ في سهولِ الصمتِ تحتَ شِفاهِ شاكِرةٍ..
وصبَّ النهرُ في قلبٍ بِها يَحيَى..
ألا إنّ الذي قد سارَ من بحرٍ بعَيْنَيْها..
(لنهرُ النيلِ) أحزاناً..
وأمُّكَ إنّما (مِصرُ) الحنانِ وشمسُ مسكَنِكَ الجديدُ..
وكم سَمِعتُ رِمالَ (سَيْناءَ) العزيزةَ أقسَمَتْ باللهِ..
أنّكَ خيرُ من حمَلَتْ على مرِّ الزمان

في كلِّ بيتٍ من بيوتِكِ يا مدينه..
في كلِّ دارٍ بالقرى وبكلِّ حارَه..
يحكي أبي..
كم فرّقَتهُ وصَحبُه في الليلِ غارَه..
بل دمّرَتْ للطفلِ لُعبَتَه التي..
ما نامَ إلاَ في يَدَيْها سالِماً..
وبِها تعلّمَ كيفَ يشعُرُ بالأمان


**********

يا(مِصرُ) يا أمَّ البلادِ رأيتُ فيكِ ملامِحي

إنّي أنا الفلاحُ..
حينَ غرستُ ساقي في أراضِيكِ الأصيلةِ..
حلّقَتْ بينَ المدائِنِ هامتي..
وأنا الموظّفُ والمعلّمُ والمهندِسُ والطبيبُ أنا..
وعامِلُ مصنَعٍ والسائِقُ المأجورُ بل وأنا الأميرُ
ومن لديهِ شهامةٌ وصمودُ نفسٍ..
حينَ تقهَرُها الحياةُ تخُطُّ بالدمعِ ابتِسامةَ قوّةٍ..
يا (مِصرُ) شُرِّدَ خَطوُنا..
فلتُشرِقي كيما يُضاءَ الدربُ نوراً..
مثلما يوماً أُضِيءَ القلبُ ناراً..
فاصفَحي

رغمَ البِطالةِ والسكوتِ ورغمَ جرحي..
أنتِ أمّي..
فاقبلي منّي الرجوعَ لقد رَجَوْتُكِ..
سامِحي

:
:
:
:
:
ومضى الزمانْ..
ومضى الزمانُ مودِّعاً والجَدُّ يحكي قصةَ النصرِ الجليل

فأقولُ يا (أكتوبرُ) اليومَ انتَظِر..
نحيا سويّاً أو أرافِقُكَ الرحيل



26/10/2007

 

التوقيع

قلبي كمرساةِ السفينةِ

تطمئنُّ لكلِّ شيءٍ قبلَ أن تنوي الرحيلَ إلى البعيدِ
وكلُّنا يهوى البعيدَ فكيف خانتكِ المشاعرُ والرياح
أصبحتُ وحدَكِ في الغيابِ وصرتِ وحدي
نقرأُ الأيامَ في صمتٍ
ونبتسمُ انكسارًا للحياةِ ولا نقاوم

.. فكري ..

محمد فكري غير متصل   رد مع اقتباس