اذكر إني .................
كنت احاول إني استوعب أحاسيسي تجاهك
كنت أقول انتي ...... وأسكت
وإنتي تقولين كمّل ليه تسكت ........... قول وش ودك تقوله
كنت ارواغ في الإجابة
كنت اقول ان المطر رووووح السحابة
وانك أول من حرث هالبال بالطاري وأنبت دفتر احلامي قصيد
وكنت اقول .... أنك صباحات الوطن للمنفي اللي عذّبه به طول الحنين
كل مشتاق لدياره... وصوت جاره
وشم ريحة شيلة امه .... يوم صدره ضاق به من كثر همه
واسمعه يومه يتمتم ......
آه يمه .... آه يمه ..... آه يمه ....
ينجرف الشاعر وراء الحلم العذب المتدفق من عالم اللا شعور ... يستمر في الكلام كتعويض للصمت الذي فرضه على نفسه في عالم الحس واليقظة ... إنه ينفجر كعاشق مهموم / محموم .. يحاول الانسلاخ ولا يستطيع .. لهذا يتحايل على نفسه .. ويعمل على ضرب الأمثلة وهو في هذه الحالة يقوم بإعطاء صورة صادقة لنفسه مع المحبوبة ، خلال تسليط الضوء على العلاقة بين المطر والسحابة كعنصرين متداخلين متلازمين ... ثم ينساق وراء نفسه وخصوصياته ... وهنا أرى بدر شاكر كما في قصيدة أنشودة المطر عندما استحضر امه في سياق الحديث عن الوطن والغربة ... والشاعر هنا يحذو حذوه في هذا السلوك ، فيحاول ضرب الأمثلة أو الخروج من الموضوع من أجل العودة إليه بدماء جديدة ... فلا يجد إلا أن يرسم لنا صورته الخاصة الشخصية عن طريق استحضار الوطن والجار والأم ... وهكذا يتفاعل مع الموقف وينساق وراءه ، وينسى المحبوبة أو يتناساها حيث ينجرف وراء الآهات الخاصة به " آه يمه " التي تكررت أكثر من مرة .
من الغرائز الأصيلة في الإنسان الشعور بالخوف ، والشاعر عندما يكتب القصيدة يكون في حالة ارتباك نفسي، أي أنه ينسلخ عن واقعة وفي هذه الأثناء يفقد الأمان ، والأمان بالنسبة لنا نحن بني البشر وحتى الكائنات الحية، التي تشاركنا العيش على هذا الكوكب (( الأم)) .
وهنا كان هروب الشاعر . وممكن أن الشاعر في هذا النص لم يكن يقصد الأنثى كمحبوبة بل كان يقصد القصيدة .
ابو يزيد لقد استمتعت بالقراءة وكذلك بالنص للغالي ابو بدر .... شكراً لكما