حنان محمد
ـــــــــــــ
* * *
أهميّة الموضوع من تعدّد النوايا في فهمه والنظر إليه ،
لذلك سأبدأ بـ :
ليس في اللهجة [ النجديّة ] من شاعريّةٍ تفوق غيرها من
اللهجات العربيّة أقول : [ شاعريّة ] لا أفضليّة لأنّ الأفضليّة في اللهجة
ليستْ شرطاً للشاعريّة - وهذا موضوعٌ آخر - .
أُكملُ :
أنْ ليس في اللهجة [ النجديّة ] من عذوبةٍ - أيضاً - كما هي في اللهجة
اللبنانيّة - مثلاً - والتي خدمتها الأغنية خدمةً جعلتها تتصف بهذه الصفة
مع أنّ اللهجة [ النجديّة ] لم تحتضنها الأغنية إلا قريباً .
أعودُ للخليج قائلاً :
الأكثر عدداً و مالاً تكون له السيطرة - دائماً - و يكونُ هو المُتّبع و المُقَلَد
من قبل الآخر و لكثرة شعراء نجد و سيطرتهم على المنابر الإعلاميّة بتعدّد
مراحلها و أمكنتها أصبحتْ قصائدهم ذات اللهجة [ النجديّة ] هيَ المقياس
الذي يمكّن الآخر من الوصول أو عدمه لا سيما وأنّ هؤلاء الأكثر مالاً وعدداً
هم من ذوي المكانة الاجتماعيّة و السياسيّة المؤثرة على جميع الأصعدة .
و اللهجة [ النجديّة ] إحدى اللهجات السعودية والتي دخلت بمنافسةٍ مع
جاراتها المهزومات - الآن - لنفس الأسباب السابقة ..
فحتّى مَن وُلد و تربّى في الحجاز من أولئك المؤثرين كـ الأمير :
[ بدر بن عبدالمحسن ] لا نجد في نصوصه من اللهجة الحجازية ما يؤكد كتابته
بها - إن أهملنا بعض الألفاظ النادرة جداً في بدايته الشعريّة - !
حتّى أنّ وجود قطبي الأغنية الخليجيّة [ طلال مداح و محمد عبده ] في الحجاز
وغناؤهما بلهجته لم يحافظ عليها أو يبقيها منافسةً لجارتها [ النجديّة ] مما أجبرهم
على الغناء باللهجة [ النجديّة ] . - ربما - كان الأمر سياسيّاً أكثر منه أدبيّاً .
أخيراً :
- لا يعني تحوّل الشعراء غير [ النجديين ] للكتابة باللهجة [ النجديّة ] من أفضليّة
أو عذوبةٍ أو شاعريّةٍ تميّزها ، لكنّ التحوّل عائد إلى السيطرة الإعلاميّة والعدديّة .
- لو قلنا بشاعريّة وعذوبة اللهجة [ النجديّة ] دون سواها ، ما أذهلنا الشاعر
الإمارتيّ [ محمد المر بالعبد ] .
:
شكراً لكِ هذه النظرة و هذا التساؤل .