منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كـ الزئبقِ في محبرتي !
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2007, 04:17 PM   #3
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


في الجهة الأخرى وعلى مقعدٍ متشبثٍ بالأرض كذاكرة ... جلست امرأةٌ في يدها طفل رضيع .. كان صوتها أعلى من صوته الذي كان يحاول اجتذاب لهفتها الضالة إليه ..

ولكن صخب روحها كان أكثر ضجيجا .. كانت تحاول أن تستعيد نفسها التائهة بينه وبينها ..

تفكر يوم أهدت إليه حلمها الأبيض و اختارت لنفسها دفء روحه الذي وهبها أجنحة زرقاء طارت بها فوق حقول رغبتها المدفونة في صناديق اغتيال الفرح السريّة !

كان يختال بها غيمة بيضاء .. تمطر طهراً مملوئاً به .. وكانت هي لا تملّ العزف على موجاته أنشودة الحب والربيع ..
كانت تحب كثيراً نظراته المشعة بها ونظراتهم التي كانت كل لقاء تغبط سعادتهم الملونة ..
ويوم أهداها الزمن فرحة تنمو في أحشائها .. أهداها هو طعنة غيابه بلا رجعة .. وتكومت هي في حضن البكاء واستعادت حنينها في مواكب الأمومة الضالة به والمهتدية بنجم ذبذبات صوته الذي اختار السماء وطناً .. فبقيت هي بلا وطن !!

صراخ ذلك الطفل الذي ما لبث أن هدأ بمجرد أن لامست احتياجه يدا أمه المرتجفة وحنان صدرها المؤجج بألم الفقد .. ذكرها بـ" هو " , باحتجاجاته على نظراتها إن ابتعدت عنه .. برغبته في سرقتها من اهتمامها حتى به !
أوجعها ذاك الطفل وأعاد بمشرط دموعه نكأ جرحها به .. فحولت وجهها الماطر عنهما والتفتت إلى ضجيج آخر ....

هناك حيث ....

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس