مازلت أصر على أن تعريف الشعر كالهواء لانستطيع الامساك به, ولكنه لايكاد يخلو من الخيال والعواطف الجياشة والالفاظ الموسيقية بالاضافة الى استدعاء الأساطير. كما ان لغته مجازية تختلف المعاني فيها عن المعاني في الواقع. وفي الشعر النبطي على وجه الخصوص: مازال الشعر يدور في حلقة مفرغة - التقليدية- وثمة محاولات تجديدية قام بها بدر بن عبدالمحسن وفهد عافت ولكن مازال السواد الأعظم يطرب للقصائد التقليدية ( وهذا مالم افهمه) اهو جهل أم اتباع؟! فعندما يقول احدهم : (البارحة يوم الذيب) مالمعنى العميق والجديد الذي أتى به؟ في الحقيقة أصابع الاتهام تشير الى تقصير النقاد الشعبيين الذين لم يتجاوزو مرحلة اكتشاف الكسر وأخطاء القافية! النقد هو المسرع لعملية التطور الشعرية لدى المتلقي والشاعر معا, أعظم شعراء فرنسا كا بودلير ورامبو كانو منبوذين في اجيال سابقة لانهم كانو تجديدين ولكن نجومهم لمعت عندما همت الناقدة سوزان برنار بتوضيح ابداعاتهم. سيتافاجأ الكثيرون لو قلت أن القصائد التقليدية تحتوي على 5% فقط كا نسبة للكمية الشعرية لأ ن الشعر على حد تعبير جوزيف جوبير بحث وتساؤل - ان الشاعر يعرف مايجهله- الشعر الذي لايطرح الاسئلة الوجودية الاساسية ليس بشعر, والشعر الذي لا يتحول باابداع المتلقي الى نار لاتبقي ولا تذر ليس بشعر, والشعر الذي لا يحول الرؤية الى رؤيا ليس بشعر...........
الشعر هو عندما تمشي الشاعرية مع الشعرية سويا يدا بيد, الشعر هو جنة الدنيا بل هو مالا عين رأت ولا اذن سمعت..........
ولاشك أن الموهبة والمخزون الثقافي والذكاء يلعبون دور أساسي في عميلة الابداع وكما هو معروف فا اغلب الشعراء الشعبيين يعانون من ثقافة ضحلة وهذا قد يكون السر فكل اناء بما فيه ينضح
نتيجة عدم وعي الشاعر الشعبي, فانه لايملك خط سير معين ومميز بل يتبع الجماعة أو يتابع الموضة لذلك فلقد لجأ الى شعر ( الهياط) على حد قولك أو شعر الفخر بمعنى أصح. اما الشعر الأنوي أو الأنا المزدوجة - أنا الكاتب وأنا المتلقي- فهو شعر ذاتي ينبع من قلق الروح وممارسة دور البطولة اثناء الحلم في اليقظة وهو من أرقى انواع الشعر قد يثير غيض البعض ولكن زهرة النرجس ستنال اعجابهم حتماً
عموما تهانينا للتقليدية مسبقا!