
الإلتفاف حول النار في أيام الشناء ...
أحببت النار .. ورائحة الغضى ...
والتكور بجانب .. [ جبّة .. فروة ] جدي ...
ودس البطاطا في النار حتى تنضج ونلتهمها .. بلذة .. بعد رشّ الملح ...
وقذف الكستناء داخلها لتفرقع ونسعد بفرقعتها ...
ننحشر حول جدي .. بإزعاج قاتل ... ومع ذلك كان جُلّ مايفعله هو الإبتسام ...
نخنقه بأسألتنا ... كيف هذا .. وماذا هذا .. ومن أين أتى هذا ...
وكان يُجيب علينا ... بحجم فهمنا ... وبلطف الجد .. وحنانه ....
فجأة يدخل معنا في تفاصيل القبيلة ... والحكايا ... ويُذكرنا ... بمن أين نحن ..
هكذا يعزّز فينا إنتماءاتنا ... حتى ينتقل معنا .. إلى تفاصيل التمر .. وأنواعه ...
ويتحدث عن النخيل ... بحميمة عجيبة ... يذكرنا .. بأنها الكنز ... الذي لايفنى ..
حتى قيام الساعة ...
هكذا يتسلل إلينا دفء المكان ودفء القرب حيثه ودفء الحديث ... حتى نستيقظ ..
من على فراشنا .. لانعرف كيف جأنا .. ولكن كل مانعلمه .. أننا كنا بحديث دافئ ..
مع جدي حول النار ....
وبعد كل هذا العمر نستيقظ ... وقد كبرنا على بساطتنا ...
وقد تغيرت ملامح الكثير من العادات الجميلة ...
وأصبحت عادة الإلتفاف حول النار .. تغلب عليها الرسمية .. والتفنن بصنع المدافئ ...
التي قتلت الكثير من الجميل من تلك الذكريات ...
جدي لاعجب في أن يرحل كل جميل بسيط معك ...
فرحمة الله ومغفرته .. عليك
أحبك ياجدي ...