منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - <•>~ هـل كـانَ ثـــوراً...! ~<•>
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-2008, 06:08 PM   #1
صُبـــح
( كاتبة )

الصورة الرمزية صُبـــح

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1573

صُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي <•>~ هـل كـانَ ثـــوراً...! ~<•>


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






ربما فتك بي شيء ٌما ... !

فهناك ما يفتكُ بالأحياء يلتهمهم كلهبٍ في حين يبقيهم أحياءً ... والحياة تستمر ولكن داخل كفن !
هناك ما يجلبُ شروراًً من عاصفةٍ تحت إمرته ويجعل البروق في قبضته
فيُنزِل القمر من عليائهِ متخثراً كالجرح وتبعثُ الشمس بجيادٍ من سعير على أعقاب الدخان ...!
ينتزع أنياب الثعابين ويحوّل مجرى الأنهار إلى منابعَ من شؤم ...!

هذا الشيء سرعان ما سحب من كنانته سهماً ليطرحني صريعةً...
إنّ بعض السهام دقيقة لا تخطيء وهاأنذا أحترق وفي قلبي الخالي يسيطر الجنون وإيقاع عقلي الملحمي كذلك !
وبإحدى عشر عقدة ألهموني فقدان عقلي !

منذ متى وأنا هنا... ؟

أخبروني حينها بأنهم سيأخذوني في نزهة ومن وقتها وأنا هنا أتنزه بين دهاليز يتعالى فيها اعتصارات العقول الجدباء !

ومن المشاعل المتموّجة ليلاً بأروقة المكان رأيتُ اللهب يندفع عالياً ليحرق ما تبقى من عقلي ! والثور الأسود لا ينام ...في حين يجعلني متيقظة أيضاً !

ما هذه الحالة التي أجد فيها فراشي قاسياً إلى هذا الحد والأغطية تنزلق عن جنباته والنوم عدائي
وخلال الليل وما أطوله بين المجانين أستلقي مقيدةً أتقلب حتى تصرخ عظامي التّعِبة من الوجع !

وعليّ أن أعرف إن كان العقل يرمي إلى تعذيبي أم هل يتسلل أذاه سراً !
ومالذي جلب هذا الثور الأسود إلى حجرتي !
إنه يتربص بي في حين أرى كل ما حولي يتلون بالأحمر !

أعليّ أن أستسلم هكذا أم أُغذّي العقل وأقاوم !

إنّ دغدغة العقل المتبقي ستكون حاميتي في هذه المصحّة السعيدة !

وحتى تثبت لأحدهم صحة عقلك لابد من إشعال أتونك في عقولٍ ليست بذات عددٍ قليل !

فكم من الأسلاك ستلتمس في أثناء مرورك بمحاولات كهربة العالم العقلاني من حولك !

كيف كانت حياتي قبل أن تنزلق قدماي هنا ؟؟
كل ما أذكره أني إنسانة ليس في أجدادي القدماء أسماء تثير افتخاري ونسبي لا يتفرع من عظيم وهذه حقيقة، ليس ثمة خدم أو أراضي خصبة أما أبواي فــ كلاهما حريصان على مراقبة ما ينفقان !
هل كنت أمّاً ؟
عقيماً ؟
مسخاً !
لا أدري

والآن

ما هذا البهلوان الذي يقفز من سريرٍ إلى سرير؟ إنه يقفز خلال المدى مابين عيني وعيني .... !

ولكن هل أراه فعلاً .... !

راقبوا إيماءات وجهه ، عينه ، شقلبات رأسه الدائرية الكاملة !
وتلاعب حاجبيه برسائل لا تحمل كلمات، ألاعيبه حين يمشي على إصبعٍ واحد ...
لا ضير في ألاعيبه ولكن لا تجعلوه يمسكُ بشحمةِ أذني الناعمة فلطالما كرهت هذا من........ !

نعم كان هناك رجل !!
كل ما أذكره جيداً أن فيه ملامح من هذا الثور الأسود المخيف ولكن ....
هل كان ثوراً !!!!

لكن ما هو مخبأ تحت ثيابي يجعلني ارتعد !
الرعب الأعمى للإنسان أن يختبئ تحت جلده كائنٌ آخر !
هنا ...
ما أقل الساعات وما أقصرها لقاء عقاقير لا تنتهي، مكرهةٌ أنا على تناولها حيث أن في آخر مرّة دسَسْتُ كبسولةً لعينة تحت لساني جعلتني أبتلع لساني بدلاً منها !

هنا يرحل الليل والنهار لم يبدأ بعد !
وهذا الضوء الخجول ما بين آيتين يجدُ فيه الممرض المغتصب أملاً بالاختباء !
إنه يجبرني على التعرّي تحت تهديد من صديقه الثور الأسود!
افتحوا الباب المضجر وانزعوا الرتاج فأنا لا أطلب كثيراً ، فرجة صغيرة تسمح لي بالهروب من فتك هذا الثور!

ليت لي حظّ تلك الطبيبة المتغطرسة فشعرها مدهونٌ بالزيت الرخيص وإكليل الزهر ينزلق من معطفها المتمثل بالبياض، إنها تحرّض الأبواب لتصدر تلك الأنّة الواشية والتي تجعل من جميع المرضى في حالة ساكنة ومنقبضة !

وتلك الحارسة ليست أهلاً لحراسة العصافير المعششة في عقولنا إن ما تستحقه فعلاً هو حراسةُ السجون !
فغالباً ما تكبلني بالأصفاد حتى تزول نوبة جنوني وحين تكبّل يداي فسيكون هناك بديلاً عادلاً وهو رشقها بحرابٍ من سبابٍ همجيّ لا يجيده إلا العقلاء !
ولكن ... ألا يطلب أحدكم من هذا الثور أن يتركني دون مطاردة حتى أفكّ أغلالي على الأقل !


انظروا قد أتى الديك كعادته في غير وقته يدعو الذكور المجانين لكدح يومٍ جديد ... ألا تعلم أيها الديك ما من رجل ينزلق بقدمه إلى هنا قادراً على العمل !
ليت هذا الثور يطمع في التهامك أو في نتف ريشك على الأقل !
ولكن كيف تصنع وشاية بحيث لا تبقى من آثار جريمتك شيء !

اذاً أيها الديك المسكين أنت في عداد الأموات !

تطفلك أودى بك ولكن أنظر إلى الثور الذي يمضي حياته في العراك ربما سيكون من المعمّرين في الغالب !

تحت سريري ينتصب بستانٌ داكن من الخشخاش هناك ينفش الطاووس ريشه الملّون ويدعوني للرقص وتُفتَن القطة بقبلات ذكرها الذي يفتنها بمواءاته في حين أني لا أسمع مواءً بل عواء !
كنتُ محطّ ترحاب إلاّ عند الحمار ذلك المخلوق البائس ربما لأنهم تمادوا في ضربه حتى أصبح ظهره موشوماً بندوب السياط !

تحت السرير لا أحد يؤذيني بقدر ما أُلاقي الأذية فوقه فالكل هنا أشلّ صدري بالطعنات ...
مجانين لم يعرفوا أن السهام الشائكة لا تجدي ضرراً على هيكل عظمي !!

نسيت الثور !!
أين هو ؟
أحمق يغمض جفنيه ولا يعلم أن النوم ما هو إلا تقليداً للموت الكبير !

كم من المخاوف ستجلب لي هذه الحجرة وكم من الرعب سيمنحني الثور وذلك الممرض المتلصّص !

لا أعلم إلى متى سأصير شاحبة هكذا .... !
وخداي أبيضان كالملاءة المستهلكة وأطرافي مهدلّة وكعباي جافان على ما أذكر !!!
ولا من شريط وردي أجدل به شعري !!

موحلة في الحزن محفوفة بالهذيان وفيض هائل من الوسوسة يجري مدوياً في دمي ، لا وسيلة ترجى للخروج من هنا ولكن ألم يخبرني ذلك المخلوق الفضائي الذي ظهر لي بالأمس بأن مركبة فضائية ستنقلني من هنا إلى عالمه !
أخاف أن يكون عالمه مليئا بالثيران أيضاً !!!!


وفجأة يصدر الباب تلك الأنّة الواشية لتدخل الطبيبة المغرورة وتكرر نفس الأسئلة:

لماذا تؤذين عينيكِ بالبكاء ؟
ولم صدركِ مرضوضٌ وعارٍ هكذا ؟؟
لماذا ترفعين ثوبكِ تجاه فمك ؟؟
لا تنتفين شعركِ بأصابع غاضبة !
كم أنتِ مجنونة !

أيتها النكرة كم أود أن أغرس قرنيّ هذا الثور المتربص في عينيكِ !
ولكن لا....
سيعاقبوني بتلك الصدمات التي تجعلني هزيلة ولا أقوى على مقاومة هذا الثور الأسود !

وفجأة ...

دخلت الحارسة وبصحبتها سيدة أشدُّ بياضاً من باكورة الثلج النقيّ وأشدّ بياضاً من اللبن الذي يهسهس للمراعي ...
تقول الحارسة إنها أمي !!!!
اقتربت مني وبصوتٍ شاكر يتلو البركات على رأسي حيَّتني وتمتمت:
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ * مِن شَرّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}

ولكن لماذا تصطحب معها ذلك الثور الأسود ؟؟؟؟؟

همست أمي بتردد:

" ليس ثوراً يا حبيبتي إنه زوجك "

!


صُبح

http://www.naseemalrooh.net/old/music/nabazat/04.rm

 

التوقيع

العزلة أبرح فسحة للنسيان ... !

صُبـــح غير متصل   رد مع اقتباس