منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - النمر الأسود !
الموضوع: النمر الأسود !
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-2008, 01:19 AM   #57
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 772

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ذات يوم، حين كان احمد زكي انتهى لتوه من تصوير دوره في فيلم «أيام السادات» حيث لعب دور الرئيس الراحل أنور السادات، بعد سنوات قليلة من لعبه دور الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر في «ناصر 56»، سألناه، وكان يتحدث لحظتها عن قرب لعبه دور عبدالحليم حافظ (كان «حليم» في اي حال آخر فيلم مثله منجزاً 90 في المئة من دوره فيه قبل رحيله) ثم دور الشيخ الشعراوي في فيلمين لاحقين، عما اذا كان علينا ان نتوقع ان يلعب بعد ذلك دور ماري منيب في فيلم عن حياتها، فأجاب بكل هدوء، مع نصف ابتسامة، وكأنه يحل معادلة حسابية بسيطة: لم لا...؟ فقط سيكون التحدي مثلثاً. وشرح: التحدي العادي الذي يجابه الفنان حين يقوم بأي دور على الاطلاق، والتحدي الكامن في لعب دور شخص يعرفه الناس جيداً، ولهم صورتهم المعهودة عنه... وأخيراً، كما قال، تحدي قيام رجل بدور امرأة! واذ قال هذا ابتسم اكثر واضاف: على اية حال «عملها» جاك ليمون وطوني كورتيس من قبل أليس كذلك؟ الممثل الاكثر طبيعية وتألقاً وسماراً، في تاريخ السينما العربية كلها، والذي رحل عن عالمنا، أمس بعد صراع بطولي ومحزن مع المرض، كان لا يرى ان ثمة في الفن ما هو مستحيل. وكان على حق، اذ من كان يمكنه ان يصدق قبل مجيء احمد زكي، ان ممثلاً له سمات الارض وملامح النوبة، وعمق النيل، يمكنه ذات يوم ان يلعب ادوار بطولة في افلام كان ابطالها في معظمهم قاهريي الشكل، اوروبيي السمات، يعيشون في قصور، او يتطلعون الى العيش فيها؟

احمد زكي قلب المعادلة، مثله مثل كثر من ابناء جيله، بعده، وربما قبله ايضاً - بالنسبة الى من لم يكونوا على دكانة لونه، وعمق نظراته الاصيلة - وكان ان تمكن بالتالي من ان يتربع ثلاثين عاماً على عرش النجومية في السينما المصرية. تحديداً منذ اواسط سنوات السبعين من القرن العشرين حين كانت ادواره - الثانوية - الاولى مع نادر جلال ثم محمد راضي (في «أبناء الصمت»)، ولكن خصوصاً منذ بداية الثمانينات، حين تزامن صعوده، مع بروز ما سيدعى لاحقاً «سينما الواقعية الجديدة» في مصر، سينما محمد خان وخيري بشارة ورأفت الميهي وعلي بدرخان وغيرهم. فهذه السينما أتت محتاجة الى ممثلين من نوع جديد، لأن شخصياتها كانت مختلفة تماماً: طالعة من صفوف الناس مباشرة، ومن واقعية الحياة الحية من دون مواربة. وهنا أتى احمد زكي، المولود العام 1949، والدارس قبل ذلك في «المعهد العالي للمسرح»، أتى ملائماً تماماً. ولا سيما في شرائط كانت مهنة ابطالها تشكل عنصراً اساسياً في سمات شخصيتهم. ولأن احمد زكي يشبه كل شاب مصري، وحياته تشبه حياة كل فرد في مصر، كان من السهل له ان يجسد عامل تصليح السيارات (في «عيون ساهرة») او حلاق النساء (في «موعد على العشاء») او سائق التاكسي (في «طائر على الطريق»)، وصولاً الى مسؤول الاستخبارات في «زوجة رجل مهم»... ولم ليس الطبال ايضاً في «الراقصة والطبال»؟
في كل تلك الادوار... وأكثر من هذا: في كل تلك المهن، تمكن احمد زكي من ان يبدع ويقنع، ما جعله الابرز والأكثر شعبية، بين ابناء جيله، في افلام كان من السهل على عشرات ملايين المتفرجين ان يتماهوا مع شخصياته فيها. ومن هنا، لاحقاً، حين جسد عبدالناصر او السادات... لم يكن صعباً عليه ان يبدع ويقنع... الى درجة ان كثراً لم يعودوا قادرين على تخيل صورة هذين الزعيمين التاريخيين، إلا تحت ملامح مجسّدهما.

ابراهيم العريس

 

التوقيع

twitter

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس