في قصيدتِه بعنوان "ذكرى اللواء " كميّة هائلة من الشِّعر والوطن .. كتبَها سليمان العيسى وهو ينزف تراب لواء اسكندرون المقتطع من سوريا :
أأهزّ جرحك يا ترابَ المهدِ ، يا بلدي السليبَا !
أعرفت شاعركَ الصغير ، تصوغه أبداً لهيبا !
لولاكَ لم تعرفْ شفاه الشعر قافيةً خضيبا
لم تحترق منها العيون ، لتنهل الفجرَ القريبا
فَجَّرْتَ نبعَ الوحدة الكبرى ، أترمُقُها غريبا ؟
وضّاءَةَ الخُطوات تَزْ حَم في انطلاقتِها الغيوبا
وتطلّ كالعملاقِ تحـ شُد حيث أومأت القلوبا
سنعود ، نعقد في مرو جِك عرسها خمراً وطيبا
...
أأهزّ جرحَكَ ، والعروبة في دمي جرحٌ يصيح !
أطفالك المتمردون عقيدةٌ ، ومدىً فسيح
ميداننا هذي الصحارى والمَعَاقِل ، والسفوح
ميداننا الوطن الكبير ، معاركٌ حمْرٌ ، وسوح
ميلاد تاريخٍ على هَدَرات ثورتنا يلوح
غيري المشرّد فوق هذي الأرضِ أرضي ، والجريح
غيري الذي سيموت ، حَطّمَ شفرةَ الموت الذبيح
أنا للحياة .. وفاغِرٌ فمه لجلادي الضريح
لن يَهْزِلَ التاريخ بعد اليوم ، لن تَدْمَى خطانا
في الشوكِ ، لن نَظْمَا لترتوي الجريمة من دمانا
لن يطردوا طفلي ، سنَهْرج فوق قبرهم كلانا
كانت شموسٌ للطغاةِ ، ولن تَذِرّ على حمانا
حسبي ، وحسبُكَ أننا في القيدِ مزّقنا صبانا
حسبي ، وحسبُكَ أننا كنا اليتامى في ثرانا
عدنا ، لتحترقَ العنا كب والظلام على سنانا
عدنا .. لنشرقَ أمةً ألقى الخلود لها العنانا
...