هل آن الآوان لأن يتوج حب السنين فوق عرشه ؟
كان قلبها يخفق بشدة ودموعها تتساقط
انهت أعمالها كيفما اتفق ، ومضت اليه
خضراء يا أغلى انسانة في الدنيا
أريد أن اسألك عن فتاة شاهدتها بالأمس في مزرعة أبي محمد
من هي ؟
وذهلت خضراء ودار رأسها كما تدور الفصول
استجمعت ماتهشم من بقاياها وسألته
ولم تسألني عنها ؟
فابتسم في شرود ثم قال: سألتك فلا تسأليني
قالت هي حفيدته أسماء عادت قبل شهر مع والديها من المنطقة الشرقية لأن والدها أصيب في عمله العسكري فحصل على تقاعد ،
وارتسم الهدوء على محياه ،
سألها هل نمضي ؟
سأمضي وحيدة
وانصرفت ، تضرب الحصى بأقدامها فينتشر الرمل حولها
تطفيء صخب روحها
يسألني عنها
ولم يسأل ؟
هو الحب ورب الكعبة
عيناه زائغتان وبصره تائه ولبه شارد
ليت الطريق تحمل إليّ حية تنهشني كي لاأكون
وتساقطت الدموع، وعلا النشيج ،ونشر الليل رداءه ونام الضوء في حضن سحيق وتمايل الشجر ثقيلا وسكنت الحياة إلاّ ضجيج مازال يقتات أعماقها ، على غير هدى تسير ولتقودها قدماها إلى السعير لافرق بعد الآن ، كانت الوحدة في انتظارها -- والظلام فألقت نفسها في أحضانهما واستدعت النوم فأبى فسقت الليل دموعا حتى حان وقت انصرافه
وهطل الصباح كئيبا حزينا ، صباح لايشبه صباحات ثمانية عشرة من العمر مضت بل هو صباح سنوات قادمة
كان علي يدعوها فنهضت ، فمد يده بهدايا ، مرآة وعطر لفت بعناية وقال :أريدك أن تحملي هديتي إليها وتعلقي بها منذ النظرة الأولى
سأمضي ردت عليه وهي تخشى أن يكتشف ارتعاشة صوتها
لكن هيهات ، من قال أن الرجل ينتبه لأكثر مما يريد
لو كان ذاك لأدرك علي لم انتفاضة الطريق تحت قدمي خضراء
فماذا بعد ذاك
لم تفسح الطريق لخضراء كي تركض او تهرول أو ترقص كفراشة آثرت الموت في الضوء على حياة الظلام
والزهر المنتشي جحد ماءها ودفئها ومضى طربا نحو فتاة عابرة
لم تحمل أعواد الحطب ولا حزم الحصاد ، لم تدفيء الشتاء وتغص بخبز الشعير والحنطة السمراء لم الجحود ياقريتي ؟
فــــــــــــــ يتبع اطمة