لقد قال ذات يوم ..
يعرف الشاعر بأنّ قصيدتهُ نجحت..
إذا.. لم.. يجِدْ تحتها عبارة ( صحْ لسانك ) ..!
أشعر بأنني أُريد شكر هذا الرجل الإنسان الشاعر , لأنني عرفته , وقرأته , وتجولت في ملفاته عبر المنتديات بقيادة القدير جوجل , وتوقفت أمام " كل " ردٍ أدرجه مع أحدنا هُنا في الأبعاد , توقفت وتأملت ولا أبالغ , أُريد أن أقول له ( صح لسانك وكلك يا خالد ) ولكن بطريقتي أنا , بدون أن يشعر بأنني في حالة ذهول مما كتب , لا أريد أن يشعر أو يستشعر أنني أقلب مفرداته ومترادفاته وتتضخم علامة التعجب فوق رأسي ( كيف جابها ؟ ) .. باختصار أريد الغوص في بحر الـ خالد شعراً وخُلقاً -بإذنه تعالى- ولكم أن تنظروني من شرخ المتصفح ولمن شاء حرية التصفيق أو الصمت , لأن الصمت في حرم جمال شعر الخالد / جمال ..!
* إنه قادر على التلاعب بالألفاظ كما يُريد , يفصّل الكلمات تفصيلاً مبعثراً مجتمعاً ليؤدي دلالات ذات معاني متقاربة متباعدة لخدمة النص الذي يتكلفه بصنعته الشعرية تكلفاً لا يتضح بتساهل ولكنه يشع وضوحاً بسهولة ! ..
* أستطيع القول بشكل جازم و بنسبة عالية أن الأستاذ خالد خطّ طريقاً وطريقة له في عالم الشعر , من يقرأ له قصيدة واحدة فقط , يمتلك بعد ذلك قدرة تمييز وفرز الأبيات / القصائد التي تخص خالداً عن غيره .. والسبب بسيط يكاد لا يكون ملموساً تعبيرياً , هو أن له روحه الخاصة التي يبثها في الأبيات فتشهد بملكيتها له ..لن أبالغ وبدون الغوص في بحور اللغة والكلمات والمحسنات البديعية التي يستخدمها بشكل فاخر جداً , هو قادر على تقسيم رنين الكلمات تقسيماً لفظياً بارعاً تجعل من أسلوبه قضية فريدة متفردة !..
* لن أقول عن شعره ( السهل الممتنع ) بل ( المتقن الممتنع ) سأحاول شرح ما أعنيه .. فبقراءة خاطفة سريعة لبعض قصائده نجد أن القصيدة كل مركب متكامل كامل , بناء النسيج الشعري عالي الجودة .. لبنات = كلمات , كل بيت في كامل القصيدة حجر أساس .. كيف نتصور أن جميع الأحجار في البناء هي حجر أساس وركن وعامود وأساس ؟ يحدث هذا في بنيه قصائد خالد .. بذات الوقت نستطيع قطع بيت من القصيدة ليكون شاهداً يؤدي دلالة المعنى بلا انتقاص .. مثلاً في قصيدته [.. نادية ..] تقف الأبيات الشعرية قصائداً بداخل القصيدة .. ونستطيع تطبيق هذا على أغلب قصائده .. أشعر أن هذا الأمر جميل جداً وعملي في هذا العصر فمن يستطيع أن يختصر حكمة / جملة / فكرة / هدف / شعار / حديث عابر في بيت شعري بشكل سلس متدفق كما يفعله خالد ؟
* الجرس و الحس الموسيقي للكلمات عال الكثافة لدى خالد هو قادر بجدارة على تقسيم أنى كلمة إلى كلمات وحروف لها معنى وهذه بعض بعض بعض الأمثلة التي تحضرني الآن ..
فناجيلك /فنا .. جيلك
مناديلك / تنادي .. لك
وداد / الامتداد
طريقي / ريقي
نياشين / النوى .. شين
مريم / مرّ اليم
عناقيدي / عنا .. قيدي
أبابيلك / بليلك
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..الخ من تقسيمات الخالد للكلمات بشكل عفوي وسهل ومتقن لكن غير ممكن إلا له فقط – كما أتوقع وأرى – وإنه لمن الظلم له أن أحصر الحديث عن انطباعاتي نحو شعره بأمثلتي التي تدل على ضئاله معرفتي بأشعاره وأبياته ولكن أحاول أن أتعلم منه بصوت مسموع فله أن يعذرني ..!
* الجميل الممتع المميز أن خالد يُدرج ضمن قصائده كلمات غير مألوفة ليست المندثرة تحت غبار التاريخ اللغوي ولكني أقصد تلك المستحدثة الحديثة وكلمات من اللهجات ( الدارجة ) وأحياناً كلمات صعبة النطق يوظفها بطريقة تغدو بها أجمل وأكثر ليونةً وسلاسة .. أيضاً على سبيل المثال ( فوبياء / المؤدلج / أوسكار / الطنجرة / طز /فقرولوجيا / كوستريكا / آنسة .. .. ..الخ )
* عناوين قصائده اختزال ذكي جداً جداً جداً وضوء حاد على مضمون القصيدة بوجود عنصر الدهشة والتشويق والتعمد لزيادة حجم علامة الإستفهام برأس المتلقي عن ( ماذا سيكتب من قصيدة وفكرة تحت هذا العنوان .. إليكم باقة من عناوين قصائده ( ان طفاء / نادية / وداد / يا آنسة / هوامش موسيقية / الدفتر / فقرولوجيا /أغنية / غير صالح للنشر / ثمن / عشب / نطفة / جبهة أمي / راحتين المدينة / قطرة غمام / كذا غيابك / لبؤرة الفقر / متعة العتمة / وجه ووجاهة / فوضوية الأشياء / قطرة حزن / مديونية عشق.. .. .. الخ )
* أنه شاعر حقيقي ليست كلماتي وشهادتي فقط ولكنه قسمٌ يطلقه متذوقي الشعر والقراء حينما يقرؤون للخالد شعراً !..
استعراض سريع لأهم ما قالوه عنه 
ماذا قالوا عنه:
كتب عنه الشاعر فهد عافت وهو يقدم إحدى قصائده :
[ أنه يحلق خارج سرب الترديد ، فهو يقول ما يريد كما يريد
وليس كما نريد نحن ، يحب .. يحسب .. يحتسب .. ينسحب ، لا لشيء
إلا لأنه يبحث عما يناسبه ، ولا يهتم لما أو لمن يحاسبه ،
لذلك تأتي قصائده كمر السحاب ، لا ريث ولا عجل )
قال عنه مُحمد صلاح أثناء تقديم إحدى السهرات الرمضانية بأحد المنتديات:
لا أجد حيرة في الحديث عنه كشاعر لأنه من الرحابة والعلو في الشاعرية والجرأة والجدة والبراعة في الصورة والقضية واللغة والأسلوب ما يجعل الحديث عنه بمثابة الحديث عن مطر ، والحديث عن المطر مهما طال وتشعب فإنه يظل مفتوحاً عبر اللغة والمتعة معاً بحيث مهما أطلنا فإننا لابد أن نتوقف ونحن نشعر بأنه قد بقي الكثير مما لم نقله ومما لن نستطع قوله ، ومن ثم فأننا سنظل غير قادرين على إنصاف المطر وقول كل حبنا له وإعجابنا به وحرصنا على أن نفيه حقه ..
قال عند عبد العزيز رشيد ضمن حديث له عن صورة الشعر / الشعراء في السعودية في الوقت الحالي:خالد صالح الحربي , كثيراً ما كان يجدّد في ديباجة المفردات والإيتاء بها بكافة زواياها فكان يكتشف خواصا أخرى للفظ فاعتمد على بثّ موسيقى النطق لـ إحياء روح النصّ والأبيات
من قصيدته ((فوبياء))
"من ألف الكبرياء وسطرها الملقى على استحياء"
"يشوفون الكمان أعياد وأشوف المكان اعياء
" وأجدّل بالكمان الشعر وأبياتي هي أبياتي"
كثيرا ما كان يثير الدهشة بتداخلات ألفاظه حتّى تكاد المعاني تتشابك فكنّا نقترب لـ نرى هذا التشابك الفذّ
قال عنه فهد الغبين:
في نضرتي الشخصية الشعوذة نوعان
(1) احدهما حلال وزيارتــه يعطى فيها الأجـر دوما كشعوذة خالد الحربي (الحر /فييه )
فمن لم يزره / إن لم يرتقي /فلن يرتقي
* أتذكر تعليق " برئ ويبدو صادقاً لـِ أحدهم بمنتدى حينما تحدثوا عن المتأهلين الـ 100 ..
أقتبس ( خالد صالح الحربي ) وقال ( يا حلووووو كلامـــــه )
أدرجت هذا التعليق كي أأكد أن شاعرية الشاعر الحقيقية هي التي تصل للمتلقي البسيط فيعبر عن جمالها بعفوية تفوق آلاف المصنفات .. بجد يا خالد ياحلو شعرك ..
قلت عنه / له ذات يوم ..
قسمٌ أحاسب عليه يوم الدين , ( وربي يا خالد أنت كلك شعر ) ..
بيت شعري يستحيل أن أنساه للخالد ..
أوّل الحب رؤية
وآخر الحبر رؤيا..
وثمة عطرٌ إثمهُ..
على من أتبع النَّدى!!