منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ثرثرة
الموضوع: ثرثرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2008, 08:35 PM   #30
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 52

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( 6 )
هكذا تـُوّجت قاتلا ،،
والمناقشة المدببة كانت أقوى من الصخر،،
وأخذ الأصوات في ديموقراطية دامية ،،
يبعث عبث الشياطين

استقبلتها بعقل شارد يهيم في وديان المجهول ،،
قالت : كم اشتقت إليك ،،
ابتلعت الحديث وقلت يا عزيزتي ،، إنك حلم وردي في عالم من القطران ،،
وبنظرة للكواكب نجد أنها تسبح في أفلاك متأثرة باختلاف أحجامها ،،
فمساراتها محددة بصراع طبقي أزلي سرمدي ،،

قالت : كيف حالك ؟!

أجبتها بابتسامة ما ،،
لا أزال حيا أمارس هوايتي في تعذيب العذاب ،،
وبُعث الماضي ثم مات من جديد ،،
أجل ،، ربما هي شعلة النار التي أهلكت آخر نبتة خضراء ،،
النهاية التي ليس وراءها نهاية ،،
تفتت الكون وضج بسخرية الشياطين ،،
والنار تتمادى في الاشتعال ،،
اغمد خنجرك فحتى قيصر قد قتل ،،
فهل أنتهي بصب الظلال على الحمم التي يمور بها قلبي ؟! ،،
لكن خيالي كان يدمر كل شئ ثم يقف حائرا ً أمام عينيها ،،
فلنتناطح إلى الأبد

ونشط الصمت ليهدم ويعيد البناء ،،
لا دليل لدي على غبطتي إلا ارتعاشة الفرح التي خامرتني ،،
أي شيطان يكمن في القلب الذي نذر نفسه للوجود ،،
فليتجل الليل في صورة ملاك باك ،،

قالت : إنك لا تكاد تسمعني ،،
قاومت رغبتي في الضحك ،، يا عزيزتي ،، إني أسمعك ،،
صوتك يملأ قلبي ،،
يحرك جذور وجداني ،،
إني أصعد في مدارج السماء ،،
فما أجمل صوتك ،،
رقيق كالرحمة ،، هامس كالسر ،، عزيز كالنور ،،
بكل جوارحي أصغي إليك ،،
بلى أصغي إليك يا فتنة النور والأمل ،،


الواضح أن الإيقاع يتضاعف والجنون يتفشى ،،

ماذا يعني لو حاورت الهواء ؟! ،،
لا يوجد شئ ،، إن هي إلا سعادتي بزيارتك المفاجئة ،،
وتمطى السخط في ذاتي مشعشعا ً بالجنون الأحمر ،،
فلتنطلق الروح من قمقمها ،،
وليقدم العذاب مكللا ً بالضحايا ،،
فلولا عصور اللحظات لما عرفنا الواقع ،،
تماما كما في النور والظلام والسرور والحزن ،،
حتى في لغة الأرقام والمنطق التي لا تكذب نقوم أحيانا ً بإثبات عكس نظرية ما لشرحها ،،

قالت : أجبني ؟! ،،
فتلاشت ابتسامتي بماذا !! ،،
أجد أني لا أملك سواك ،،
وأنت للأسف لا تملكين سواي ،،
فعلينا أن نعتصر الكون للإبقاء على ذلك ،،
ولكن صدقيني إن رؤيتك تبدد أحزان الأرض جميعا ،،
ولا أدري لم تذكرت شجارا داميا في الماضي ،،
لذلك نظرت إليها صامتا ،،


ابتسمت وقالت : إني أكره برودك أحيانا ،،

فقلت : وإني لأحب حرارة عطرك دائما ،،
فالعقل أسمج محدث في موقفنا هذا ،،
والليل في الخارج يزفر نسمة لطيفة أما في الداخل فثمة نذير بجو رطب ،،
ألقيت عليها نظرة لاهثة ،،
عيناها تعكسان نظرة غريبة ،،
إنها تعيش خارج أسوار الزمن ،،
اسمع موعظة ،،
يا عزيزتي ،، لقد ذاب كل شئ وترسبت الكآبة حتى تجسدت ،،
وها هي تعيد السؤال ،،
فلتزدادي حيرة وعذاب ،،
وقلت : حسنا ،، لماذا ؟! ،،
فقالت : أخبرني فليس للجدران آذان ولا عيون ،،

ألا يحق للحياة أن تسلط علينا دود أرضها ،،
الموت أهون من التراجع ،،
ركبني عناد ذو عين واحدة ،،
لماذا تغرر بنا الدنيا في لحظة ما ؟! ،،
لماذا تهمس لنا بعذوبة غير موجودة ؟! ،،

أيا عزيزتي ،، ما أسعد من لا يضيع خفقان قلبه في العدم ،،
إنك لا تدرين شيئا ،،
إنك أبرأ من أن تحيطي بأسرار القلب إذا نفث دخانه ،،
من أين لك رؤية البركان الخامد وأنت لم تشاهدي جوفه المتفجر ،،
ومن أين تجئ هذه السحب التي تحجب النور ؟! ،،
ألا تكفيني السحب التي يسبح فيها قلبي


شئ هتف بي أن الجمال الآسر قد خلق للقتل ،،

وأن الأسى أثقل من الأرض وأشمل من الهواء ،،
وأن الإنسان لا يتنفس بحرية إلا في منفى الأحلام
تأمليني ما استطعت ،،
أنا دنيا الأسى بلا زيادة ولا نقصان ،،
قالت ضاحكة : أتخاف الصراحة وأنت من عشاق " البيداء تعرفني "
و " علو في الحياة وفي الممات " ؟! ،،


ولكن الدنيا لاتهمني كما أنني لا أهمها في شئ ،،

أما الدموع فقد حفرت في صفحة الليل السوداء نقوشا ً لا تمحى ،،
وراحت في حديث طويل عن الأمل والقنوط ،،
لو أن لبائع الخضار قدرتك على الجدل ،،
لدلل أن يلعب دورا ً خطيرا ً في تاريخ البشر
ولا يبعد أن يكون لكل شئ قيمة ذاتية ،،
ولا يبعد كذلك ألا يكون لشئ قيمة ألبته !! ،،
كم من الناس يلفظ أنفاسه في هذه اللحظة ؟! ،،
وفي الوقت نفسه يرتفع صوت طفل بالبكاء على فقد لعبة ،،
أو صوت عاشقة تبث الليل والكون والهاتف متاعب قلبها ،،
فها هي الأشباح تستعد ،، هل سنضحك أم نبكي ؟! ،،


فقلت متوغلا ً في انفعالاتي الطارئة : القلب نبع يفيض بمنصهر المعادن النفيسة والخبيثة ،، والسرور توأم الحزن ،،

قالت : إنك تهذي

الحق أنني محبوب الأقدار ،،
الأقدار تعشقني فهي لا تغفل عني لحظة ولا تنام ،،
تنهدَت بصوت مسموع ورفعت عينيها إلى السقف وهي تتمطى حتى ترامى جيدها كتمثال من البرونز ،،
فتحت عيني فرأيت تلالا ً حمراء فوقها سماء تقطر غبارا ،،
غازلتني ذكرى وسرعان ما تلاشت ،،
إني أتنفس في كهف تسكنه اللامبالاة ،،
ينحسر الضباب عن وجهها ،،
يدهمني الوعي بغلظة وضحكة صفراء ،،

قالت : لكل منا أحزانه ،،
فقلت : فلا داعي لذكر ما يجرحنا ،،

وبدأت العاصفة تهب على وجهها هبوبا ً لا يخفى على عين ،،
بدأ وجهها الحنطي يلبس أقنعة مختلفة متوالية متعاقبة ،،
منها القاني ومنها الشاحب ،،
ومنها الأبيض الثلجي ومنها الأغبر ،،
أما عيناها فقد استحالتا إلى نرجستين ،،
فيهما جمود واستبداد ،،

الأحزان !! ،،

إنها تتكلم بلا حياء عن الأحزان ،،
الجميلة تمدني بجنون لسهرة كاملة ،،
إذا جاء الطوفان فلن يستحق السفينة إلا أشخاص لا أعرفهم ،،
أمل مجهول خير من يأس راهن ،، فلأستبشر خيرا ً ،، فأي شئ خير مما كان ،،
ومن السخرية أن كل شئ له نهاية حتى آلة التدبيس فقد وضعت نهاية ما ،،
وثمة تغير مبهم يزحف بهدوء وحذر كالليل ،،
ليس الصمت هو الصمت ولا الكلام هو الكلام ،،
امتلأ المكان بالأشباح ،،
وسقوني جرعات ضخمة من شراب الأعاصير ،،
وقالوا لي إن من يهدم مدينة خير ممن يحافظ على جدار قديم ،،

قالت : هل قلت شيئا ؟! ،،
فقلت بسرعة : كلا ،،

أجل ،، سأقبض على كل شئ وأدمر كل شئ ،،
أحيانا يجتاحني شعور بأني لست أنا ،،
وهذا الجسد لا يحتويني ،،
وكأني مجرد ممثل سينتهي دوره في المشهد عما قريب ،،
ليقف يضحك مع طاقم التصوير ،،
فأقوم بتحريك رأسي أو ذراعي حتى أعيد إحساس الحياة داخل جسدي ،،

قالت : ارفع الصوت ،، استمع إلى هذه الموسيقى إني أحبها ،،
فقلت بصوت غريب لم تسمعه : وإني معذب ،،
وغصت في بئر ،،
لا قدرة لي على الانفراد بوساوسي ،،
إني غريب بلا وطن ،،
تشتت فكري ،،
ليكن ما يكون ،،
فلن يصيب أسوأ مما أصاب !! ،،
ألم نبدأ من ملتقى مفعم بالحرارة والأحلام الجميلة ؟! ،،
أين نحن من ذلك الآن ؟! ،،
و هاهو الليل في الخارج يظل وحيدا لا أمل له في التغيير ،،
وتنبثق الصور من واقع ثقيل صلب يجتاحنا بصراحة مرعبة ،،
يجتاحنا بتحد مخيف ،،
أيا شياطين كفاك ،،
الصور تتماوج أمام مخيلتي مخضبة بالدماء والوحشية ،،
أريد أن أتنفس بكلمة ،،
لطالما قلت بأن نشوة الطرب تستحق جبلا من العذاب يُدفع له ،،
طالما هناك من يتألم ،،
سحابة الدخان المنعقدة في الغربة تزيد من غربتي ،،
أغوص في الرعب ،،
والأنغام التصقت على الجدار بنظرة بلهاء في صورة الملكة وهي تنتحر ،،
وأستمع للخطبة الرائعة فوق جثة قيصر ،،
ها هي الأحزان تتخايل لعيني ،،
ها هي الشياطين تتبادل الأنخاب ،،
وعندما انتهت المقطوعة التقت أعيننا بنظرات مترعة بالذهول والسذاجة

قالت : ما بك ؟! ،،
فقلت بغيبوبة : أحبك ،،

الفتاة لا تكف عن الأحلام ،،
أجل ليس المعزي كالثاكل ،،
ولكن تجربة الحب ثمينة ولو بالعذاب ،،
ما هذا ؟ ،،
من هذا ؟ ،،
شبح من الضياع ،،
إلي بخنجر مسموم ،،
سأكون جافا مثل الزمن ،،
فلتمت الشياطين بغيظها ،،


 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس