منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - من الفصحى ( نصوص خالده )
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2008, 03:07 PM   #5
نور
( كاتبة )

الصورة الرمزية نور

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 983

نور لديها سمعة وراء السمعةنور لديها سمعة وراء السمعةنور لديها سمعة وراء السمعةنور لديها سمعة وراء السمعةنور لديها سمعة وراء السمعةنور لديها سمعة وراء السمعةنور لديها سمعة وراء السمعةنور لديها سمعة وراء السمعةنور لديها سمعة وراء السمعةنور لديها سمعة وراء السمعةنور لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


نواف موضوع رائع ,, ويطيب لي ان اشاركك والاخوه الابعاديون بهذا الاختيار ,,


.. ابن زيدون ..


كان ابن زيدون شاعرًا مبدعًا مرهف الإحساس، وقد حركت هذه الشاعرية فيه زهرة من زهرات البيت الأموي، وابنة أحد الخلفاء الأمويين،
وهي "ولادة بنت المستكفي"، وكانت شاعرة أديبة، جميلة الشكل، شريفة الأصل، عريقة الحسب، وقد وصفت بأنها "نادرة زمانها ظرفًا وحسنًا وأدبًا".

وأثنى عليها كثير من معاصريها من الأدباء والشعراء، وأجمعوا على فصاحتها ونباهتها،
وسرعة بديهتها، وموهبتها الشعرية الفائقة، فقال عنها "الصنبي": "إنها أديبة شاعرة جزلة القول، مطبوعة الشعر، تساجل الأدباء، وتفوق البرعاء".

وبعد سقوط الخلافة الأموية في "الأندلس" فتحت ولادة أبواب قصرها للأدباء والشعراء والعظماء،
وجعلت منه منتديًا أدبيًا، وصالونًا ثقافيًا، فتهافت على ندوتها الشعراء والوزراء مأخوذين ببيانها الساحر وعلمها الغزير.

وكان "ابن زيدون" واحدًا من أبرز الأدباء والشعراء الذين ارتادوا ندوتها،
وتنافسوا في التودد إليها، ومنهم "أبو عبد الله بن القلاس"، و"أبو عامر بن عبدوس"
اللذان كانا من أشد منافسي ابن زيدون في حبها، وقد هجاهما "ابن زيدون" بقصائد لاذعة، فانسحب "ابن القلاسي"، ولكن "ابن عبدوس" غالى في التودد إليها،
وأرسل لها برسالة يستميلها إليه، فلما علم "ابن زيدون" كتب إليه رسالة على لسان "ولادة" وهي المعروفة بالرسالة الهزلية، التي سخر منه فيها،
وجعله أضحوكة على كل لسان، وهو ما أثار حفيظته على "ابن زيدون"؛
فصرف جهده إلى تأليب الأمير عليه حتى سجنه، وأصبح الطريق خاليًا أمام "ابن عبدوس" ليسترد مودة "ولادة".






نونية ابن زيدون ..


أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا---- وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا

ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا---- حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا

مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم---- حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا

أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا---- أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا

غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا---- بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا

فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا---- وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا

لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم---- رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا

ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد---- بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا

كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه ---- وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا

بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا---- شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا

نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا ---- يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا

حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ ---- سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا

إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألُّفنا ---- وموردُ اللهو صافٍ من تصافينا

وإذ هَصَرْنا غُصون الوصل دانية ----- قطوفُها فجنينا منه ما شِينا

ليسقِ عهدكم عهد السرور فما ---- كنتم لأرواحنا إلا رياحينا

لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا ----- أن طالما غيَّر النأي المحبينا

والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً ---- منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا

يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به ---- من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا

واسأل هناك هل عنَّي تذكرنا ----- إلفًا، تذكره أمسى يُعنِّينا

ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا ----- من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا

فهل أرى الدهر يَقصينا مُساعَفةً ---- منه ولم يكن غِبًّا تقاضينا

ربيب ملك كأن الله أنشأه ---- مسكًا وقدَّر إنشاء الورى طينا

أو صاغه ورِقًا محضًا وتَوَّجَه ----- مِن ناصع التبر إبداعًا وتحسينا

إذا تَأَوَّد آدته رفاهيَة ----- تُومُ العُقُود وأَدْمَته البُرى لِينا

كانت له الشمسُ ظِئْرًا في أَكِلَّتِه ---- بل ما تَجَلَّى لها إلا أحايينا

كأنما أثبتت في صحن وجنته ----- زُهْرُ الكواكب تعويذًا وتزيينا

ما ضَرَّ أن لم نكن أكفاءَه شرفًا ----- وفي المودة كافٍ من تَكَافينا

يا روضةً طالما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا ----- وردًا أجلاه الصبا غَضًّا ونَسْرينا

ويا حياةً تَمَلَّيْنا بزهرتها ----- مُنًى ضُرُوبًا ولذَّاتٍ أفانِينا

ويا نعيمًا خَطَرْنا من غَضَارته ----- في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَه حِينا

لسنا نُسَمِّيك إجلالاً وتَكْرِمَة ----- وقدرك المعتلى عن ذاك يُغنينا

إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ في صفةٍ----- فحسبنا الوصف إيضاحًا وتَبيينا

يا جنةَ الخلد أُبدلنا بسَلْسِلها ----- والكوثر العذب زَقُّومًا وغِسلينا

كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا ----- والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينا

سِرَّانِ في خاطرِ الظَّلْماء يَكتُمُنا ----- حتى يكاد لسان الصبح يُفشينا

لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ ----- عنه النُّهَى وتَركْنا الصبر ناسِينا

إذا قرأنا الأسى يومَ النَّوى سُوَرًا ----- مكتوبة وأخذنا الصبر تَلْقِينا

أمَّا هواكِ فلم نعدل بمنهله ----- شِرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينا

لم نَجْفُ أفق جمال أنت كوكبه ----- سالين عنه ولم نهجره قالينا

ولا اختيارًا تجنبناه عن كَثَبٍ ----- لكن عدتنا على كره عوادينا

نأسى عليك إذا حُثَّت مُشَعْشَعةً----- فينا الشَّمُول وغنَّانا مُغَنِّينا

لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى من شمائلنا ----- سِيمَا ارتياحٍ ولا الأوتارُ تُلهينا

دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظةً ----- فالحُرُّ مَنْ دان إنصافًا كما دِينَا

فما اسْتَعَضْنا خليلاً مِنك يَحْبسنا ----- ولا استفدنا حبيبًا عنك يُثْنينا

ولو صَبَا نَحْوَنا من عُلْوِ مَطْلَعِه ----- بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشاكِ يُصْبِينا

أَوْلِي وفاءً وإن لم تَبْذُلِي صِلَةً ------ فالطيفُ يُقْنِعُنا والذِّكْرُ يَكْفِينا

وفي الجوابِ متاعٌ لو شفعتِ به ----- بِيْضَ الأيادي التي ما زلْتِ تُولِينا

عليكِ مِني سلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ ----- صَبَابةٌ منكِ نُخْفِيها فَتُخفين





نور..

 

التوقيع

أحيان في عز الحزن وأحتدامه ,, يمرني طيفك ويملاني فرح ..

نور غير متصل   رد مع اقتباس