[عبدالله ثويني المانع]

..


أخي العزيز / م . عبدالله الملحم
أعتذر لك ولجميع من يتابع عن التأخير
فهي صفة ثابتة في كل شؤون حياتي
أعترف أني لا ألتزم بأغلب المواعيد
وقد حاولت سابقاً التخلص من هذه
العادة السيئة التي دائماً تضعني بمواقف
محرجة .. طبعاً حاولت حتى وصلت لنتيجة
ثابتة وهي أني لا ألتزم بأمر قدر إلتزامي
بالتأخير .. وأقرب مثال للذاكرة تأخري
اليوم عن العمل , وهنا بتأخري عن لقاء
قلوبكم الطيبة ..


( على ذكر التأخير )

* قبل عامين كنت مدعواً على وجبة الإفطار
في منزل أحد الزملاء وكالعادة ذهبت متأخراً
ومنزل صاحبي بعيد .. كنت مسرعاً والجميع
على الطريق منطلقين بأقصى سرعة .. حتى
أوقفتنا الإشارة التي لم يثنني عن تجاوزها
إلا الخوف من تسديد قيمة المخالفة .. عندها
كان المؤذن قد أذن .. وأحسست بإن الإشارة
طالت على غير العادة - ربما بتأثير الجوع -
على الرصيف كان هناك مجموعة من الشباب
لم أهتم لأمرهم أو سبب وقوفهم فبطني
أوقفت عقلي وجميع حواسي ..

لم أنتبه إلا وأحدهم يقف عند نافذة سيارتي ,
ألقى التحية ماداً يده لي بـ ( كيس ) قائلاً .....
( أفطر يا أستاذ ) أخذته وشكرته .. كان أحد
من أقوم بتدريسهم فلا يحق لي أن أقول عنه
أحد طلابي فمثله أستاذ في الحياة
وأنا من تعلم منه ..

بعد أن منحت لنا الإشارة الأذن بالمرور ..
أصبحت أقود ببطء لم أعد أحس بالجـوع ..
هذا الأستاذ المعلم رغم صغر سنه .. ترك لذة
إجتماعه مع الأسرةعلى مائدة الإفطار ليقف
على الرصيف ويفطـر المسافرين والمارين على
الطريق ... وأنا وغيري إن غاب أو تأخر
أحد أصناف الطعام عن السفرة نثور غاضبين
مستائين .. فلا هم لنا تلك اللحظة إلا شهواتنا






..