الآداب تضيء من بعيد
برغم الكثير من الخسارات لهذه الدار، ليس أولها اختناق نفَس المجلة التي تصدرها، ولا وفاة مؤسِّسها وصاحبها سهيل إدريس قبل أقل من شهر، ولا ننسى مؤسسها بالشراكة نزار قباني الذي منعه عمله سفيراً من تلك الشراكة، ولا وقوفها في خانة ضيق الإيديولوجيا في سنواتها الأخير مملا ينبئ بمصير مظلم إلا أنها تبقى تجاهد للبقاء رفعاً للعتب ببعض الإصدارات الفكرية والأدبية خاصة الرواية، فهي تخاصم الشعر كقصيدة النثر، وسلسة قصص الأطفال التي بات ينجزها سماح إدريس.
ومن الروايات الجديدة: مديح الكراهية، خالد خليفة، ساق الغراب (الهربة)، يحيى امقاسم، لست إيسوب ولست شهرزاد، طراد حمادة، القوقعة؛ يوميات متلصص، مصطفى خليفة، سرير الأسرار، البشير الدامون، سن الغزال، صلاح حسن أحمد، رائحة القرفة، سمر يزبك، وجوه وأماكن، باحميشان، روائح ماري كلير، الحبيب السالمي، ويقدم المسرحي العراقي كتاب سيرة بعنوان: المسرح جنتي، فهو لهفة مرتبكة. وعتق جارف لمسرح وعروض مسرحية ويوميات وحنين إلى المدن والناس وسرد مشتعل لبروفات تربّت جسدها وممثليها على منصة الجنة.
في السياسة والأدب السياسي، مجموعة مفكرين: كمال جنبلاط، جمال عبد الناصر، نجيب عازوري، سليم خياطة، أمين الريحاني. وتعود الناقدة السورية الكبيرة خالدة سعيد بكتاب عن المسرح: الاستعارة الكبرى في شعرية المسرحة، هذا الكتاب طموح إلى تقديم إضاءة ما، نظرية وتاريخية، للقضية المسرحية التي انطلقت في أواسط الستينيات وامتدت حتى أواسط الثمانينيات من القرن العشرين، وشكلت ما يمكن اعتباره "ثورة" . كذلك هناك حالة الحصار; شهادات عن الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006، أعده عبدالإله بلقزيز، وأعيد نشر كتاب: ثنائية شرق - غرب، عفيف فراج، وأنجز الشاعر والكاتب عبيدو باشا كتاباً جديداً عبارة عن سير لمبعدين عرفهم عنوان الكتاب: هم ويبقى المعرض حافلاً بالتساؤل عما ستحضره الدور الأخرى من المغرب وتونس مثلاً . عما إذا كانت در الطليعة قادمة بجديد . وإذا كانت هناك دور نشر مصرية باتت واعدة بعيداً عن الأخرى التي وقفت عن حدود مواضيع لم تعد مرغوبة من القارئ. وماذا عن دور نشر سوريا وجديدها وفوضى بعضها؟.
جولات أولى تضعنا في قلب مشهد المعرض. ننتظر النشاط الثقافي والمواكبة الإعلامية. نرتقب صدى كل شيء عند القارئ الذي يأتي ليجد كتاباً يبحث عنه. لعله لا يخيب. نهجس بحال الرقابة ووخزاتها. ننساها ونمضي في الجولة وكل عنوان يفزعنا باسم رقيب غفل أو متعة اللحاق به قبل هجومها!
المصدر