منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ثرثرة
الموضوع: ثرثرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2008, 10:11 PM   #31
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 52

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( 7 )


وهناك ،،
شمس غاربة ،،
نظرة ناعسة ،،
قبلة ذائبة ،،
صخرة مبللة ،،
بركات ذات ،،
وغرام قلب ،،
أيا بسمات ،، إني أسألك


وما مضى من وقت يذكر في تاريخ الحياة ،،
حتى انتبهنا على جعجعة نيزك داهم على الراحة فيفتتها في لحظة مهداة للأحزان ،،
ومن الحماقة أن أتحدى أحداثا ً تحمل فوق جبينها طابع القدر ،،
وسيمسي كل شئ حلما ً لا يتحقق إلا بحلم ،،
ولا يبقى لي إلا أن أضحك بلا سبب ،،
أردت أن أحلل رؤيتي ولكن حماسي فتر فجأة ،، وصمت ،،


قالت وهي تداري ابتسامة : المسألة أكبر من ذلك ،،
قلت : أجل ،، ولكنني أسير هذه اللحظة ،، الأخيلة المرحة تطاردني ،،
فقالت : ماذا يدور في رأسك ؟!


وكان إصراري أقوى من صوتي ،،
الآن عرفت الحياة والناس كما عرفت الوحشية والعذاب ،،
واستمديت من تجربة الجوع قوة أشعلت بها شمعة في عالم يموج بالظلام ،،
فغمرتني اللحظات بالحب والحنان راشقة في سمائي السوداء نجمة ماسية ،،


أجد في حديثها المتواصل سلوى مثل دفقة ضوء تلقى على قبر ،،
كأنها آهة رقيقة انبعثت من حورية سماوية إلى أرضها المعشوقة لأنها دار الفتنة ،،
فما زالت تتصفح كل وردة وكل خد ،،
حتى رأتها وهي تبتسم فاختبأت بين شفتيها ،،


سرى في داخلي ذلك الشهد قليلا ً قليلا ،،
فلا والله ما منه نشوة خمر ولا نفثة سحر ولا رجفة طرب ،،

ثم سرى كثيرا ً كثيرا ،،
فما هو إلا أن أصاب قلبي حتى انتفض برقتها ،،
فكانت هذه النبضة هدية الروح إلى رحابها


قالت بمودة وبساطة : لا شئ ينسى ولا شئ يبقى ،،


ولكن القلب يتقطع إربا ً،، وبلا أدنى إرادة يزحف الحزن مهيبا ً منذرا ً بالخلود ،،
وصحراء قاحلة تقترب لتكون لي منفى ،،
لم يبق إلا وجع يخفق وحده كقرار نغم يفتقد جوابه على الدوام ،،
فإن ما يوفر لنا بعض الطمأنينة هو اعتقادنا بأن حياتنا منطقية متناسين ما يدهمنا من أحداثها بلا نذير كزلزال ،،
وإذا تهاوى بناء شامخ فما جدوى السؤال عن حجرة من حجراته !!
وابتسمت للأحزان في إغراء ،،
ولما ترامى الزمن دون حركة تحولت الابتسامة إلى توسل ،،


وفدت إلى حياتي في وقت استقر فيه زحل في برج الحظ المائل ،،
ولكنها بعثت الحيوية وهيجت الأخيلة وقدحت زناد الأهواء الجامحة ،،
غزت الوجدان بسحرها ورسم الأفق هامتها لتنبض العروق بالحماس ،،
أراقب الأبخرة التي جاشت بالصدر بعين تطفح بالأسى فيحدس قلبي المتاعب المقبلة في طيات السحب ،،


قالت : بودي أن أجئ مرة وأجدك سعيدا ،،
فقلت : ولكنك تجديني سعيدا ً بقدومك ،،


وما أسرع ما اجتمعت أشتات الحياة التي وزعتها الآمال ،،
لتنغمس في بقاياها العذبة التي صبها الهوى على أدق شعيرات النوازع صبا ،،
كما يسقي المطر الزرع لتنهض ثماره ،،


وصمت الهزيع الأخير من الليل الذي أعجز عن وصفه ،،
والأفكار الفوسفورية الخاطفة التي تتوهج لحظة ثم تختفي إلى الأبد ،،
إذن فأنا سعيد أكثر مما أستحق ،،
فما أسعدني من عاشق صرخ بالسماء فأمطرت حنانا ،،
وداس الأرض فأنبتت واحة نضرة ،،


ليست المسألة محض عبادة للحقيقة ،،
ولكنها ذات عواقب محتومة ،، فلا ضمان للنذور بعد الأخذ بها ،،
وسرعان ما ترتفع الأصوات مطالبة إياي بالثأر


هي الحياة الإنسانية الأصيلة ،،
جربها بشجاعة إن استطعت ،،
اقتحم الأبواب بجرأة ،، لا تتمسكن فكل ما تحتاجه هو حق لك ،،
هذه الدنيا ملك للإنسان ،، لكل إنسان ،، ألست إنسانا ؟! ،،
فعليك أن تتخلى عن إنسانتك السخيفة ،، هذا كل ما هنالك ،،


واسترقت النظرات إليها ،، هادئة كغير عادتها ،،
فساورتني الشكوك وازدحم أفقي بالفكر ،،
وسرعان ما خفت التغاريد حتى العدم متراجعة إلى نوم أبدي ،،
نظرت إلى لا شئ لا أنشد شيئا ،،
وحانت مني التفاتة إلى الظلام فأنكرته ،،
كأنه شئ غريب يخرج من باطن الليل ،،
غير الكائن السحري الذي جرني إلى السعير منذ قليل
شئ أخرس بلا تاريخ ولا مستقبل له ،،
وإدراك مسبق لقبول المأساة بعظمة تناسب المجهول فيما يبدي من لمحات خاطفة عن ذاته اللانهائية ،،
تحصنت بالبرود العاقل والقاتل أيضا ،،
وقلت لنفسي إن أحدا ً لا يعلم الغيب


إني أسخر من قلبي ،، ثم أتبعه على ما يريد ،،
لم يعد جرح واحد يسهل إخفاؤه ،،
كل فترة يطل جرح جديد بنظرة باردة ينذر بإيقاع جديد للحياة ،،
لعبة طارئة ،، يتجرعها الإنسان بلا استساغه ،،
ثم يجد نفسه وجها ً لوجه مع الفناء ،،
ويلقي نظرة على الحياة الشاملة ،،
يتلقى أنفاس المجهول بامتعاض ،،
يتوثب أكثر للصراع ،، يسلم بالهزيمة ،،
ولكنه يأمل أن تأتي مقدسة


تطور الحديث من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم ،،
فسمعت : " والذي أسكر من عذب اللمى " ،،
ولذلك شعرت أنني أثب وثبة موفقة نحو الحياة المضيئة ،،
وأنها لن تخلو بعد اليوم مما يحرك القلب والعواطف ،،
وتبددت بعض الشئ سحب الذكريات الداكنة ،،
فقلت لنفسي إن عالمها لا نهائية لتنوعه وعذوبته وعذاباته ،،
والسعادة هي غاية الإنسان في هذه الحياة


فالآباء لعبوا دورا ً عرفيا ً زائفا ً كغطاء متهتك للاستبداد ،،
وتأتي المسافات وتذهب الأسماء ،،
وتقدم الزمان بخطا هادئة في جو صاف وطريق معبد ،،
واكفهر وجه العالم عندما ابتسمتْ ،، وتطاير منه الشرر بعدما تنهدت ،،
ثم انحسر قناعه الأصفر عن صهيل للصمت لتعلن الأشواق براعمها الصاخبة ،،
واقتلعت العاصفة الهوجاء كل قائم ولاذت القلوب بالأمان فمرحت وهزجت بالأغاني ،،


قال كولومبس : البحر يعطي الإنسان كل يوم أملا ً جديدا ،، فيما النوم يأتي بالأحلام ،،
فقالت : اسكت ،، ولنستمع إلى تراتيل الصمت ،،


وكأنما بقولها هذا رفعت صماما ً فوق كتفي عن مرجل يغلي ففاض كل ما في قلبي ،،
فخلت أني أسبح في عباب مصفق أو أطير على جناحي ريح مجنونة ،،
وأني أسمع ضحكات وهمسات فدغدغت قلبي لسعات الهيام ،،
وآمنت أنه ليس بالخمر وحده يسكر الإنسان ،،
ويخيل إلي أن عجلة الأيام تزيد من سرعتها ،،
غاية ما أذكر أن الزمان لم يكن موجودا ،،
هدوءا ً شاملا ً وعميقا ً حتى لتستمع فيه النفس إلى خواطرها ،،
وأوى الحزن في الجحور ولا مطمع له أكثر من النسيان ،،
إنها رمز للحب والخوف فهي حقيقة بأن تثير عواطف متناقضة ،،
أجل ،، حزن ظاهر وظلام خفي ورعب كامن تتناغم جميعا ً في لحن جنوني ،،
فبدونك الموت يعلن على الملأ ،، والنجوم تبكي ضيائها ،، وليس أمام الفراغ إلا الضياع ،،
ولكن السكر لا يدوم ،، وكثيرا ً ما يعقبه ندم ،،


لا أدري كم كانت تلك الفترة من حساب الزمن ،،
لأن الزمن ميزان يبين مقدار السم البطئ الذي ينفثه في الحياة ذنب العقرب بتلك النظرة الخاطفة إلى الساعة ،،
فالحب عند المجهول من ذاته !!
وقد سكت الصوت ،، وتهدم المعبد ،،
ولكن الدهر لم ينطق بالكلمة الأخيرة بعد
ودعتني بعد أن نظرت إلى ساعتها ،،
ولكنها قد أبقت بشئ منها في كل شئ ،،




 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس