منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الرِّجَـــ أُمُّ ـــال
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2008, 02:54 AM   #1
صهيب نبهان
( شاعر )

الصورة الرمزية صهيب نبهان

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

صهيب نبهان غير متواجد حاليا

Post الرِّجَـــ أُمُّ ـــال


..




..


يَا جَدَّتِي تَحْتَ الثَّرَى ..
عِنْدِي سُؤَالٌ لَنْ يُجَابَ ..
فَكُلَّمَا حَاوَلْتَ نَبْشَ إِجَابَةٍ ..
أَرْتَدُّ مَغْسُولاً بِدَمْعِي ثُمَّ يُلْجِمُنِي السُّكُوتْ


إِنِّي مَرَرْتُ بِرَوْضَةِ الْخُلْدِ الَّتِي تَحْوِيكِ ..
أَسْأَلُ عَنْ صِفَاتِ الْعَالَمِ الْغَيْبِيِّ ..
عَنْ طَعْمِ الْمَمَاتِ وَوَحَشَةِ الْقَبْرِ الصَّمُوتْ


عَجَباً هِيَ الدُّنْيَا تَسِيلُ مَرَارَةً ..
وَنَعِيشُهَا طَوْعاً وَكَرْهاً ..
وَالْحَيَاةُ إِلَى جِوَارِ اللهِ أَطْهَرُ مَا تَكُونُ ..
فَكَيْفَ نَخْشَى أَنْ نَمُوتْ ؟!


أَدْرِي بِأَنَّا مُفْلِسُونَ حَقِيقَةً ..
نَنْصَبُّ مِنْ أَعْلَى إِنَاءِ الْجَهْلِ نَمْلأُ صَحْفَةَ الإِنْكَارِ ..
نَبْسُطُ لِلسَّمَاءِ أَكُفَّنَا شُعْثاً وَغُبْراً ..
ثُمَّ نَرْجُو أَنْ يُنَزِّلَ رَبُّنَا الرَّحْمَنُ مَائِدَةً وَقُوتْ ؟!


هَيْهَاتَ يَا مَنْ تَلْهَثُونَ بِدَرْبِ لَذَّاتٍ تَزُولُ ..
وَفِي رِقَابِكُمُو أَرَى قَيْدَ الْحَيَاةِ يَحُزُّ حَوْلَ مُحِيطِهَا ..
وَتُشَيِّدُونَ الْعُمْرَ صَخْراً وَهْوَ أَهْوَنُ مِنْ خُيُوطِ الْعَنْكَبُوتْ !



**


يَا جَدَّتِي ..
إِنِّي مَرَرْتُ عَلَى دِيَارِكِ أُوقِظُ الْحُلْمَ الْمُسَجَّى ..
بَيْنَ أَرْوِقَةِ الْخَوَاءِ فَأَجْهَشَتْ جُدْرَانُهَا


فِي كُلِّ شِبْرٍ هَا هُنَا دُسْتُورُ حُبٍّ ..
يَسْتَقِي مِنْ رُوحِكِ الْغَرَّاءِ طِيبَةَ أَصْلِهَا ..
وَتُظِلُّهُ أَفْنَانُهَا !


عُذْراً سَلَوْتُ عَنِ الَّتِي كَانَتْ وَمَا زَالَتْ ..
مَلاذَ الشَّارِدِينَ الْهَارِبِينَ الْبَائِسِينَ ..
السَّاخِطِينَ الْغَاضِبِينَ الْجَائِعِينَ ..
سَلَوْتُ عَنْ أُمِّ الرِّجَالِ وَعُدْتُ مُنْكَفِئاً ..
يُدَثِّرُنِي هُنَا سُلْوَانُها !


إِنِّي أَتَيْتُكِ حِينَ جِئْتِ إِلَيَّ فَارْتَجَّتْ كِيَانَاتِي ..
تُزَعْزِعُ مَا تَبَقَّى فِي الْمُحِيطِ الْهَشِّ ..
تَنْثُرُنِي عَلَى شَوْكِ الْوَدَاعِ قَصِيدَةً ..
بَكَّاءَةً أَشْجَانُهَا


مَا زِلْتُ أَذْكُرُ وَجْهَكِ القَمَرِيَّ حِينَ يَجُبُّ نُورَ الشَّمْسِ ..
تَحْتَضِنِينَنِي جَسَداً وَرُوحاً ثُمَّ تَشْتَمِّينَ عِطْرِي يَا لِسَعْدِي ..
يَا لِسَعْدِي الآنَ إِذْ أَدْرَكْتُ أَنِّي عِشْتُ مَنْقُوشاً ..
عَلَى عَيْنَيْكِ مُنْذُ تَغَيَّرَتْ أَلْوَانُهَا !




3/3/2008


..

 

صهيب نبهان غير متصل   رد مع اقتباس