.
.
.

[..كتَابَةْ..]
عمّا ستكتبُ
هذهِ المرّة
عنْ أحزَانك
العتيقَة
أم أحْلامِك
الوضِيعَة
عن بطُونهم وجُوعك
أم رجُوعك وأوطَانهم
عنْ طفلَة أسيْرة
تستَجديك يداهَا
أن تُحرّرها من
رقّ إشَارة مُرورْ
عَن تَاريخ العُبور
هَدم نصْب القُبور
وتحرير البدوي مجازاً
من عبَادة النُوق والدّهور..!
عن أفكَار مقدّسة
يحْرم عليك تبريْرها
أو تفتِيشُها حتّى لا تبُور
عن عالَم كبِير
غَارق في الخَطأ
ونحنُ المصُيب الوحيْد..!
عن التّغرير والتّدوير
وتحْريف ما لاَ يُشْبعُ الغُرور
عَن الإخْراس المُتَواتر
عَن القَداسَة المُطْلقة
لكِنْ..
ليسَ بـ الضّرورة
أن كلّ مقدّس
مقدسٌ في جُذوره
كَم من شجَرة طَيبة
نبتَت من تربَة خبيثَة
كمْ من طفْلة كريْمة
نشَأت منْ بيئَة حقيْرة
كَم من أمّة عزيْزة
تحرّكها أيدٍ رَخيصة
تُربّي الشّعب عَلى
مَصِّ أصَابعها الشّحيْحة
لـ يَبصُق عَلى جُذوره
ليُشعل قنْديْله
وَيقرأُ عَلى نُورهِ:
حِكايةَ أُسطُورة
عَن نشِيد وطَني
كتَبته راقصَة
عَن الهُروب من
كلّ شيء
إلى لاَ شيء
إلى المَنفى الأَول
حيثُ لا إنْسان
ولا زمَان ولا مَكان
لا وجُوه مُصابَة
بدَاء الاسْتنزاف
لا شفَاه مغصوبة
عَلى الإبتسَام
لـ تعيشَ عَذرَاء
ولا أقدام رخيصة
تَسترُها أحْذيةٌ
أثْمنَ منْها
هُناك..
لا وُجود للمَاء
بلا أفْواه عطْشى..
ولا للفَقر مَلامُح
فيْ وجُوه الأَطْفال..
ولا للرّأي صَدَى
بلاَ لسَان..
ولسَانك يَا وَلدي
مَمْدودٌ
مَمدُودْ
لكنّ صَوتَهُ
مفْقُود..!
..............
