منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - يوميات رمضانيـة /د.فيصل عمران
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2006, 05:58 PM   #5
د.فيصل عمران
( كاتب )

افتراضي


في المرحلة المتوسطة كان الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان أهم مايميز تلك المرحلة ، فكنت واضبت على هذه السنة لمدة خمس سنوات متتالية ، لم يكن الاعتكاف سنة فحسب ، كان غيابا تاماً عن كل مغريات الحياة ، لامسلسلات ، لاأغاني ، لالغو في الحديث ، انما قيام ليل ، قراءة للقرآن ، وحفظ لآياته الشريفة ، أذكر أني حفظت فيأحد الاعتكافت سورتي البقرة وآل عمران ، وكنا نؤديها قراءة في صلاة التهجد تحت اشراف معلمنا ، وااذي أثنى علي حينها ...
لم يكن الاعتكاف في العشر الأواخر بالأمر الهين ، بل أن النقاء الذي كنت أشعر به عند خروجنا الأول من المسجد ، لايضاهيه شعور ، وماأحوجني الآن لذلك النفس القوي من الالتزام ، والذي أدعو الله عز وجل أن يلهمنا اياه ، أمين .....



كانت فترة دراستي الجامعية متلونة الرسوم والأشكال في هذا الشهر ، فمنها ماكنت أقضيه بالكامل بعيداً عن أهلي سوى يوماً أو يومين ، ومنها ماكان عكس ذلك ، وفي الحالتين ، لم تكن الدراسة الامتحانية والتي صادفت أيام هذا الشهر الفضيل على أحسن حال ، أذكر أني تجهزت لاحدى المواد الامتحانية دراسة وتفصيلاً ، وذلك عند أهلي ، فلما كان موعدها في اليوم الثاني ،عند الساعة الثامنة ، ارتأيت أن أستقل القطار الصباحي الذي ينطلق من مدينتي بعد السحور ، أي في الساعة الثالثة والنصف ، كما أن المسافة حتى مدينة الجامعة لاتتعدى الساعتين ، المهم أني ركبت القطار ، ومضى بنا نحو الديار ، أخذت غفوة طويلة بعض الشيئ واذ بالنهار قد طلع والساعة تشير الى السابعة والنصف ، وهذا القطار متوقف منذ ساعة بانتظار رأس جديد كي يتحرك ، مالحل ، أجابني أحد الركاب بأن المدينة قريبة ، " وكلها ثلاث كيلو وتوصل " ، المشكلة أن الفتحة الى الشارع الرئيسي بعيدة ولابد من أن ألحق هذه المقطورة العائدة للوراء كي أصل الى فتحة الشارع العام لأتمكن من استغلال سيارة الى الكلية قبل فوات الأوان
المهم طلعت على المقطورة بعد محاولتين فاشلتين للصعود ، ووصلت الشارع العام ، ركبت النقل العام وبعد عشرة أمتار لاحظت أحدهم وقدأوقف سيارة للأجرة ، قفزت من الباص واعترضت طريق الرجل كالمجنون ، " أنا أنا ...ضروري " يبدو أنه خاف مني وتنحى جانباً ، الازدحام على أشده ، وصاحب السيارة بعد أن شرحت له الموضوع وأن الوقت المتبقي هو خمس دقائق ، سكر العداد ، وفتح زمور ، وطنش الاشارات ، وبوجهو على الامتحان ، ورغم طول المسافة و الزحمة ، الا أنه وصل الى مبتغاي بعد بداية الامتحان ب عشرة دقائق ، وخمسة دقائق أخرى رجاوي لعميد الكلية ومدير الامتحانات ، "المهم دخلوني" ، رأفه بي لأن منظري حينها آخر بهدلة ، والحمدلله لحقت المادة بعد معاناه ، ولكنها للأسف .... رسبت ؟

 

د.فيصل عمران غير متصل   رد مع اقتباس