كثيراً ما تُشبِهُ الحياة آلة عودٍ ضخمة .. بكل ما بها من :
نوتات منخفضة / حزن ..
نوتات مرتفعة / سعادة ..
و تقاسيم / التأرجح بين السعادة و الحزن ..
كلُّنا نستطيع الحزن لأنه الأسهل .. فلا داعي للبحث عن سبب للشعور بالحزن فأسبابه متوفرة و بكثرة ..
و لكن معظمنا لا يستطيع أداء النوتات المرتفعة .. لأن حبالنا الصوتية قاصرة عن الوصول إليها فهي غير متمرسة على أدائها ..
و من المعروف أن الجسم عند عدم ممارسة الرياضة يصبح متصلباً غير قادر حتى على تسلُّق هضبة صغيرة ..
فما بالكم بجبال في أعلى قممها تتربع السعادة بكل بياضها و طهرها ؟؟ ..
لا أقصد هنا أن السعادة مستحيلة .. بل تحتاج إلى التدرُّب المستمر .. و الممارسة اليومية ..
نعم .. الممارسة !! ..
فالسعادة ليست شيئاً ضائعاً لا بد أن نبحث عنه لِنجده .. بل هي كالخبز لا بد أن يُصنع كل يوم ..
لا يجب أن تكون دواعي السعادة أمور ضخمة و مستحيلة ..
كأن أجد مليون ريال و أنا أُمارِس رياضة المشي على الكورنيش .. أو أن أتزوج ابن السلطان مثلاً

أو أن أكون في جمال بياض الثلج و حُمرة الورد !! ..
بل ربما تكون أمور بسيطة جداً هي التي تجعلنا نرغب بالوقوف تحت المطر و الرقص مع أضواء السيارات ..
كأن أؤدي معروفاً لأحد .. أو أن يُشعرني أحدهم أني مهمة لأجله .. أو حتى أن أقرأ كتاباً جميلاً ..
فلنتمرن على الابتسامة فهي أولى درجات السلم الموسيقي ..
و لنصنع سعادتنا / خبزنا يومياً !! ..
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(
مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا )