\
المهندس/ الملهم
طابت حياتك سيدي بكل المسرات..
هل تعلم يا عبدالله.. بأنك حين تشكر رجل مثلي على أدائه الموجع، ستوقعه في شمس الأعياد لا محالة!.. وأنا.. والعياذ بالله من هذه الأنى؛ لا أجيد تسلق تين الفرح، ولا أستطعم كعكة الأعياد.. إنني أحد الذين لا يحتفون بـ(رامبو) أو (بودلير) قبل أن أشعل كل الشمع على مائدة محمد الماغوط.. إنني يا عظيم: أشعر بحرية أكبر وأنا تحت سقف السجن، هذا السجن الذي عرفه لي صديقي الحميم الجميل (حمد الخروصي) حين قال:
((خرجت من سجن الصغير.. لْـ سجن سقفه من سحب)) !!
:
إنني يا ملهم.. أعرف أن نافذة الحزن الأخير هذا المدى، هذا البرج العاجي المطرز بالحياة والركض وراء رغيف النبض، ولكنني في المقابل.. دائماً ما أعبث بجديلة الصبح، وأصابعي.. هي أول من يصفف شريطتها عند مدخل العصافير، لأطمئن على ابتسام الرصيف أولاً، وأتأكد من حزني داخل غرفتي الكبيرة بصمتها من جهة أخرى.
:
ولكن: إنك أيها الملحم/ الملهم كثير العطاء، ومثلك لا يُردّ له طلب وربي، وأنا مادمت قد وهبت جيوب قلبي للريح، فخذ ما شئته هدية لا تنضب.. لك أيها الجميل من جيوب العراء!.. فهنا فقط لا يسعني إلا أن أقف أمامك جنابك الأكرم، لتنشق نسيم الستر الأدبي.. والإنساني من رئة نبلك.
:
الملحم: مدد البقاء والأطيار.. ممنون لقلبك الأبيض.
/