*أن تكون ملوناً لا يعني أنك بالونا .. فقد يكون هذا قدرك أيها العربي, ولكن أن تكون فارغا إلا مما يُنفخ فيك فحينها تصير بالونا
البالونات لعبةُ الصغيرِ وفي بعضِ الأحيان تتحولُ للعبةٍ للكبير .
وهذا لا يهم!!
ما يهم هُو: حين تتحول البالوناتُ للعبِ بالجميع صغاراً وكباراً !!
والبالونات تتكون من مادة مطاطية قابلة للمط والنفخ وفي أثناء انتفاخها تبدأ حقيقتها بالوضوحِ أكثر من خلال تمدد وشفافية جلدها الخارجي مما يُجبرُ كل من كان يلاحظ أو يتغافل على رؤيةِ حقيقتها الفارغة.
البالونات تحبُ التحليق والارتفاع في الهواء في محاولة لإيجاد مساحة أكبر تمنح ضئالتها شكل أكبر أملا أن تراه أعين الجميع حولها. علما أنه لا يهمها كيف ترتفع وبأية وسيلة !!
ما يميز هذه البالونات أنها ذات ألوان وأشكال وأحجام مختلفة, يعتمد هذا الاختلاف على نوعية الانتفاخ : هل هو غاز الهيدروجين أو الاكسجين أو ثاني أكيد الكربون أو الهيليوم ؟! وهي تعتمد على المحيطين بها للتزود بمواد النفخ وكذلك تعتمد على المادة التي صُنعت هي منها لتتلون !!
في بداية الحياة يتميز البالون بالليونة والرخاوة مما يمكنه من المرور بين الحدود الضيقة بسهولة, وتكون هذه أكثر مراحل حياة البالون نعومة ودلالا, وفيها يبدأ بالاقتراب ممن حوله مستخدما نعومته المميزة له ويبدأ في نقل ما يلتقطه في أثناء تسكعه بين الأروقة والحدود وينقله بينهم ويبدأ الزفر والنفخ.
وهُنا يتردد صدى اسم البالون ولونه وتزداد كمية هواء النفخ إليه وبه بتزايد التسكع بين تلك الحدود والأروقة والمباني. ولا ننسى أن بعضها شاهق وبعضها جبال يمنح هذا الكائن البالون الرخو العطف والحنان والحماية فيحتضنه ليكبر ويقوي وهو في كنفه.
ومشكلة البالونات ليست في أنها منفوخة على " الفاضي " ولكن المشكلة أنها تردد نفس الاسطونة الهوائية دائما وفي كل حوار بمعنى " بمناسبة ومن غير مناسبة أيضا !!
والنفخ كما يعلم الجميع يحدث بشكل مؤثر في حياتنا مرتين:
مرة يوم أن نفخ الله من روحه في آدم .. وتكاثرنا منه
ومرة يوم أن ينفخ اسرافيل يوم المحشر
وهذا النفخ منزهٌ عن النفخ الذي يأكل الحروف من حولنا. فالنفخ البالوني يشبه النفخ على سيدنا ابراهيم يوم أن جمع الناس عليه الحطب وأشعلوا النار حوله وقام حيوان واحد فقط بالنفخ ليزيد النار اشتعالا.
الغريب أن بعض البالونات تستعمل الهواء المنفوخ بها ليكون نارا على أعمدة من صوان نشأت وتسامت عبر سنين وأصبح لها أساس ثابت في الأرض وأفرع كثيرة تطاول السماء.. في محاولة من هذه البالونات لهدمها
فهل يفلح الظالم حيث أتى !!؟