منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ܓܨܓ أجراسُ صوتكَ وقطيعُ سمعي ܓܨܓ
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2008, 03:27 PM   #1
صُبـــح
( كاتبة )

افتراضي ܓܨܓ أجراسُ صوتكَ وقطيعُ سمعي ܓܨܓ


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




أسمعُ وجد صوتكَ على وميضِ الخفق
فأجمعُ تفاصيله الساكنة في قواقعِ الصمت
بتراتيلِ إنجيلٍ محرّف في قلبٍ يغريه التنصّر..!

يا صوتكَ الساكن المُطفأ في منفضةِ سمعي
الزاهرُ لوزاً وتيناً وتفاح
يغني لي بعُتوَّ الإعصار
ويزهر ياقوتاً في أعماقي فأتساءل:
كيف أنظمه قلادةً وأتهيأ لك..؟


كيف سوّاهُ الربّ؟؟
كيف أشعلَ كل تلك النّار في حنجرةِ كلامك؟؟

من رتّبَ ربيعَ الفلّ فيه فجاء "مترحبناً" فيروزياً
متعرّياً شادياً هادياً وفحل..!
من هيأ فيه رفرفةَ طيرٍٍ وشدو بلبلٍ وعرش نجم ؟

صوتكَ يحييني فينفخ في قيامةِ يأسي الحساب
ويسقط جدارات حصانتي
فلا أراوغ ولا ألتف
ولا أصوغ من هبةِ وداعتي ألعوبةَ نرد!

يا صوتكَ الطيّع بين أناملي أعجنه،
أدفق عليه مائي، أشكّله كأنصاف كعك!
أخبزه وأحرصُ ألاّ يحترق حتى تأزف ساعة نضوجه
فيأتني نيئاً كما لم أعرفه!

يا صوت الهدنة التي لا تُوصف
كم فرحاً يثقب طبلةَ أعراسي؟
كم نصباً عليّ أن أخلّد؟
كم نطاق هواء عليّ أن أستنشق؟
كم دَيْناً عليّ أن أقضي؟

لأتنرجس بحباله الشرقية
ويشاركني ماءَ "يوليو" الذي أتى بك..
ومخاضٌ له صوت النبوءة قد عتّق الزهر بالربيع !

أيا صوتكَ..
يبدأ برده فتستحيل شراشفي إلى صقيع
وتعوم فصولي ما بين فكيّ طوفان
فأهمّ به ويهمّ بي لولا برهان "الأسلاك"!


أيا صوتكَ الممتد المنتصب المقتد..
يخلف لمعته الخضراءَ على وجهي فيهلل:
الله وأكبر أن سوّاك !
يتوالد في صدري بذراريّ ممتدة إعلانها دائم الخلد..
كوشمٍ من الثوابت لا ينحلّ..
كالنشوة السارحة في المطلق!

يا شعراً مبللاً بنزعةٍ فردية
ترشح من مساماته تراتيل الطيور
فتسيّر أسرابها إلى مجرّاتِ السعير
أو إلى منافي القبور!
يا غُلواً باهظاً يفتكُ بمدائني يحيلها إلى
فقرٍ مستسلم إلى زهدٍ مأمون..

يا أجمل براهيني يا صوتاً صاغه الحب
وركّبه بدءاً من رجفته الداخلية
خيطان أعصابه، رزانة شبقه، مغامرة الهمس في عبابه
وحتى سخونة صمته الذي لا يعرفَ الصمت!

يالا هديله المكتوم في مسمعي
يلتصق ببياضِ حمائمي
فأحيا بوعودي المحفورة منذ ألف سنةٍ من حنين..
إنه الفرح في الألمِ والرشاقة في الغضبِ
واللونّ الثابت حيث اللا لون!
يا هجرتي حيثُ غيبوبة الأملِ الفائض
ودبيب الانتشاء الوارف..
ألا زلت ذلك البارز الممتد؟
إذاً أمّنه لي وادفق بأنهار أسراره
في مجرى سكوني..

يا صوتاً يفضح السرّّ ويعمرّه،
يأتي به من مكامنه فتتفتح أكمامه النائمة
ويرسلُ رسائله فتبوح لك كم أنا بك منشغلة
أدلّل قامة الأنفاس برفقتك..
أعرّبد في هيامك الثمل هديل الحمام..!

أيا صوتكَ..
يزرعُ أوطاني بالكروم
ويحرّض القمح على مغازلةِ السنابل..!
فيفيض جوف أرضي خصوبة
واحصدني ضفائر وردٍ وأمشاط لوز..



صُبـح

 

التوقيع

العزلة أبرح فسحة للنسيان ... !

صُبـــح متصل الآن   رد مع اقتباس