منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - للـ .. مـِقـْبَرة !
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2008, 09:30 PM   #1
وشـــاح
( كاتبة )

الصورة الرمزية وشـــاح

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

وشـــاح غير متواجد حاليا

افتراضي للـ .. مـِقـْبَرة !





دعوا القبور .. ترثي أصحآب الحيآة !!


،’
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

’،


تلعب ُُ بشعرها على بكرة ِ الصبح .. , وتتمايل فرحا ً مع الموسيقى الرنانة في أذنيها .. !
أذنيها فقط .. دون الوجود .. !


شهقت نسيم َ الصبح ِ و زفرته مع العصافير .. كأنها تراشقها الصرآخ , النداء .. الشقاوة .. والتغريد .. !


صباح ُ السادسة هذا .. كان لذيذا ً .. , وهي تنظر ُ إلى الأشياء ِ المشبعة ِ بالحياة ..


ثوبها المخملي القاني , وعيناها اللامعتان بالفرح .. و وجنتاها الخجولة .. !


وضعت مع الأنغام في أذنها .. صوته , وهو يردد إنّي لا أخلف ُ الميعاد .. ! إنّي كما الروح .. لا أنفك ُ عن جسد / ك ِ !


لحـّنته ُ كيف تشاء .. ومضت تتجول بتغنـّي في أنحاء وجهه الحزين .. تلمس عينه ُ , أنفه و تبعثر شعره الداكن .. , ترسل ُ ضحكاتها نحو َ الفراغ .. , تهلوس به و تحرك شفتيها دون أن تصدر صوت , تلعب بالهواء ِ بين أصابعها .. ثم تعود تقهقه و تبتسم بصمت , وتشد ّ على قبضة عيناها وهو َ بداخلها فـ كأنها تخشاه أن يهرب , أو يتسرب مع خيوط الشعاع
- التي اقتحمت حجرتها أفواجا ً كـ موج أطفال يلعبون في ساحة الشمس - كـ قطرة المطر !


.. شعور اطمئنان , بثها داخل ظرف الرسائل الوهمي ّ , بأني لا أخلف ُ الميعاد !


هي تحب ممارسة الخوف منه ! .. ليرسل في كل مرة رسالة من حلم ٍ في رأسها .. تلتهمها بشغف , و تقرأها كما تحب هي َ أن يقول / كما تحب أن تسمع !


فـ تقترب .. تحاكي أذنه بما غاب عنه .. ولماذا غاب عنه .. ثم تحس ُّ بقلبه يثور .. و الشوق بداخلها يثور .. وخيالها أصبح َ كابوس ٌ لذيذ .. !


نعم كل ُ شيء لذيذ .. في صباح السادسة !


نهضت مسرعة ً لتتدارك ما فاتها من الوقت وهي تعبث معه !


كيف َ لهذا اليوم ِ أن يمضي .. !

تخليد ُ ذكرى السابعة , في الساعة السابعة .. حين َ ولدت هي و هو َ من رحم ٍ واحد !


تقول في نفسها .. / كـ مثل كل يوم , أريد أن ألـِد , فـ أصارع رحم القدر .. ! فـ يلفظني و أبكي !


أكيد ٌ أنني سأبكي .. و أكيد ٌ أن ولادتي باتت قريبه , و أكيد ٌ أن القبور بضيقها لا تسع ُ امرأة أكلت من البؤس حتى التخمة !


سيحدث كل ُ شيء ٍ و إن أبيت .. !


أرتدت ثوبها في عجل .. و صنعت في شعرها ما يشبه ظهرها المحدب يأسا ً .. , وضعت أحمرا ً خفيفا ً في تلك النتؤة ِ التي تبرز ُ في وجهها حين تبتسم .. ,
وكذلك لونا شفقيا ً على شفتيها !


خرجت نحو الحديقة , وجلست على جذع الشجرة ِ الضخمة
- التي في عينيها , حفظت مشهد الوداع - .. تشارك العصافير صراخها الداخلي ..!

6:50

إنها تدفع ُ بكلتا يديها ذلك المكان ُ المظلم ُ في رأسها .. ! إنها تركل ُ غطاءا ً كـ الكفن يضيق ُ عليها رحابة الحياة .. ! إنها تختنق , و تسمع الصيحات , و أياد ٍ تشاجرت على رأسها , ومن يقتلعه أولا ً ويقتاد عنقها إلى المشنقة أولا ً .. وهي َ بالكاد ترسو .... !


7:00

إنه ميلادها !

بكت فعلا ً
بكت بصمت !

و أرسلت دعاءها نحو السماء ..

" يا أنت " إنـّي في الحديقة الآن ..

إني أتخيلك .. فـ تخيلني .. !!!


.
.
.

،’



 

التوقيع

وذا الماء مائي
وذا اليبْس يبْسي *

وشـــاح غير متصل   رد مع اقتباس