منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - االبؤساء .. والأيادي التي تشوهنا ..!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2008, 12:34 PM   #1
عمر المسباح
( كاتب )

افتراضي االبؤساء .. والأيادي التي تشوهنا ..!!




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

\

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


\\

كالشمعة الوضّاءة نحن .. تحترق لتضيء للآخرين ..
أو بالأحرى .. نحن كالنار تحرق كل ماحولها وتبعث الدفء للبعيد ..
بعد جلسة مطولة مع الذات .. وتفكير دام لأكثر من ساعه كنت أحاول خلق جملة تعبّر بكل صدق عن حال مجتمعنا السعودي المعطاء ..


انا لم أضف كلمة "معطاء" هنا مادحاً أبداً .. بل اني أستنكرها كل الإستنكار .. وأمقت كل المروجين لها ..
فالثوب الذي لا يستر عورة صاحبه لا حاجة لصاحبه به .. واليد التي لا تمتد لإنقاذ القريب يجب أن تُقطع وتُهدى للبعيد الذي تنقذه دوما مع الكثير من التحايا والتبريكات ..

كل يوم يدخل في حساب جمعياتنا الخيرية آلاف مؤلفه لتُجمع هذه الثروات وترسل إلى فقراء الخارج .. مع ان فقراء الداخل هم أحوج لهكذا ثروه وهم الأحق بها من غيرهم ..
مازالت الغصّة تملؤني حين رأيت تلك العجوز المسنّه وهي تحمل بيدها عصى تتكئ عليه إذ انها لا تقوى المشي بدونه وتحمل كيسا عظيما بيدها الأخرى .. لم يكن هذا الكيس محمّلا بأشهى المأكولات .. ولم يكن مليئا بما لذّ وطاب من الفواكه والخضروات .. ولم يكن أيضا مرسوم عليه شعار لهيئة الأغاثة أو إحدى الجمعيات الخيرية التي تستنزف ثرواتنا لتبعثها إلى الخارج .. بل كان هذا الكيس محملا بالكثير والكثير من عِلب الببسي الفارغه التي يجمعها هؤلاء الفقراء ليعيدو بيعها لجامعي الخرده بثمن بخس قد لا يتعدى الخمس ريالات ... مع أني على يقين من أن هناك آلاف مؤلفة من أبناء وطني يضعون هذه الخمس ريالات في صناديق الهيئات الإغاثية يوميا بدون حساب ..

العجب كل العجب أنني أعيش في وطن تبلغ تبرعات شعبه المتلفزه أكثر من مليار ريال .. ومع ذلك يعيش فيه الآلاف كحال هذه العجوز .. وكأن أهل الخير قد إنقطع دابرهم ولم يعد لهم وجود ..


أنا لا أنتقد وجود الفقراء في بلادنا .. بل إني مؤمن كل الإيمان بان هذا الفقر سنّة إلهية لا يخلو منها وطن .. ولكن أليس من العيب أن نعيد بناء بيروت بينما هناك الكثيرين في بلادنا ممن يسكنون العشش ؟؟
أوليس من المخزي أن نطعم فقراء أفريقيا وهناك من يموتون جوعاً في بلادنا ..؟؟


تزداد غصّتي كلما مررت بجانب تلك العشش المتهالكة والتي يسكنها ما يقارب الألف نسمة إن لم يكونوا أكثر .. بلا كهرباء دائم وبلا مؤى يقيهم حر الصيف أو برد الشتاء .. وكأننا لا نعيش في بلدٍ يموت بعض أهله من التخمة أو تحت تأثير جراحات التجميل ..


أعزّائي ..
كونوا على يقين من ان هناك من هم على مقربة منكم ... بحاجة إليكم وبحاجة إلى عطائكم تمنعهم أنفسهم العفيفة من التوّسل إلى الآخرين .. إبحثوا عن من هم بحاجة لكم .. ولا تبخلوا ..

ولا تكونوا كما قلت سابقا ..
كالنار تحرق القريب منها وتبعث الدفئ للبعيد ..


دمتم بعطائكم ودامت نعمة الله عليكم ..

\\


عمر المسباح

 

التوقيع

شعور بشع .. أن تتوسل القدر صديقا ..
كما يتسول الفقير الجائع فتات الخبز ...

عمر المسباح

عمر المسباح غير متصل   رد مع اقتباس