(3)
مرّ الوقت طويـلا بالنسبة لها ..
// فمـا أقسى من الانتظـار في الحب //
بدأ القلق يـدبّ في داخلها .. وقفت على الشرفة المطلّة تُشـاهد بـ صمت مُقلق صخب الحيـاة في الأسفل
أشخـاص كثيرون .. أطفال .. نسـاء .. رجال..
كلٌّ منسجم في حيـاته وغارق في تفاصيلها
تفكّـر بـ عمق ..
كيف كانت الحيـاة قبل أن تحبّه .. !
معه عرفت معنى الحيـاة ..
ومعنى الوجود ..
وقيمة الورد .. وروعة المطر
معه عرفت كل شيء جميـل .. وشعرت بـ روعة الاشيـاء
شعرت معه بأن الكون يتّسع لـ احتضان جنونها ..
بـ ابتسامة ذكريات .. ارتسمت على وجهها بـ لطف
تذكرت آخر لقـاء معه
تذكرت لطفه / روعته / واحتوائه لها
تذكرت شقاوته وهو يربط شريطة حريرة على يدها بعد ان كتب بـ قلم أحمر عريض ' أحبـك '
ونقش بـ روعة رسام اسمه مرتبط بـ اسمها .. وتاريخ ذلك اليوم .. وتلك اللحظة تحديدا
تذكرت كلماته بـ حزن مفاجىء .. حين كانا يتحدثان عن البحر
هو : أينسى البحر من غرق فيه .. ؟
هي : لا
هو : كـ البحر أنا.. لا أنسى من غرق في قلبي حبّا
هي : وماذا عن الغريق ذاته .. أتعتقد أنه ينسى ؟
هو : يختلف الأمر بـ اختلاف الغريق
هي : أنا كـ غريق لاينسى مُغـرقه
ابتسم بـ حبّ لها .. وبادلته بابتسامة أروع
مالذي دعاه إلى الحديث بـ هذه الطريقة .. أيّ نسيـان يقصد !
مشاعر لا تستطيع وصفها تلك التي اجتاحتها تلك اللحظة ..
حاولت أن تشغل فكرها عن تلك الأفكـار التي بدأت تزعجها
أشغلت ناظريها بـ الآخرين
مجموعة أطفـال على الشاطئ في الأسفل
ويبدو عليهم قمّـة الاستمتاع بـ اللهو واللعب
يبدو أنهم يحاولون بنـاء قلـعة تُضاهي أحلامهم
مازالوا صغاراً على أن تُرهقهم الأحلام
طفلـة بينهم تُذكرها بـ طفولتها
كانت عفوية جدا في لعبها
تتساقط خصلات شعرها على وجهها فـ تزيلها بيدٍ ممتلـئة بالرمل
فتعلق حبّات رمل على وجنتيها
تحاول بجديّة أن تُنهي بناء قلعتها أولاً قبل إخوتها
فيما كان الآخرين يضيّعون وقتهم في شجارات حول جائزة أول من ينتهي
كانت تخمّن تلك النقاشات بينهم .. فهي لا تسمع حديثهم .. لكنّها من خلال تعابير وجوههم فهمت
// هـؤلاء هم الأطفـال .. والعشّــاق أيضا
تلك التعابير التي ترتسم على وجوههم تحكي حكايات قلوبهم //
\
\
يتبـــع