منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وراء الستار الأسود ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-23-2008, 11:24 PM   #12
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 195

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة العاشرة :

عندما أزمعنا أسعد وأنا ركوب الرينو كان العم صالح يؤكد عليه أن يترك قيادته المعتادة ويحفظ أدبه معي ...
وهنا دق قلبي وأنا أسأل العم صالح عن قصده بهذا التحذير .. فقال في توتر :-
أدعو الله أن يستر علينا وعليك ...
إندفعت أقول في قلق مضاعف :-
إذا كان ولابد فلا تعطه السيارة ياعم ...
وعلى الفور دفع الوغد أسعد مرفقه في معدتي قائلا وهو يبتسم :-
لا تقلق يا أبي ... سأريحه في هذه الجولة .. وسنكتفي بالمناظر الخلابة .. وسأبتعد عن المنحدرات ..
ماذا ...
منحدرات ...يا إلهي ...
زاغت عيناي عند سماع كلمة منحدرات وتصورت للحظة أننا نهوي بالرينو المسكينة من حالق ..
حاولت الإعتراض ولكن أسعد أحاط كتفي بذراعه في قوة .. وهو يقودني إلى السيارة ... وقدماي لاتقويان على حملي ...
وركبنا ... وقد كان منظرا مضكحا للعم صالح ومن خرجت من فتيات جلسة النسوة إياها..
وأشعل المحرك ... وحرك ذراع السرعة .. خلف عجلة القيادة ...
وأنّ المحرك تحت ضغط قدمه على دواسة الوقود .. وإندفعت الرينو إلى الخلف في سرعه ...
الويل لي ...
كل هذه السرعة على الطريق الترابي ... فكيف سيفعل عندما نسير على طريق ممهد ...
دفع شريطا (( كاسيت )) إلى جهاز التسجيل ...
وإرتجت السيارة بصوت سميرة توفيق ...
أسمر وشعره ذهب ...
أي أسمر ...
يا الله ... إننا نهوي ...
تبا لك يا أسعد ...
لقد إخترق أحد المنحدرات ...
أسعد ماذا عن وعدك للعم صالح ...
هتفت بهذه العبارة في ضراعة ...
ضحك في مرح صبياني وهو يجيب :-
لا عليك يا صديقي ... ستعود الرينو سليمة إليه في آخر الأمر ...
قلت في رعب :-
وماذا عنا يا وغد ...تطلع إلي في بساطة وتحدث بإسلوبه اللآمبالي :-
سترى ...
يا إلهي ...
فعلى الرغم من أنني أهوى أحيانا كتابة القصص البوليسية وأعشق صنع الغموض .... إلا أنني وفي تلك اللحظة بالذات كرهت كل الغموض وكل الأحجيات ...
لا ... أسعد ... تمهل ..
وتصاعدت ضحكاته المرحة وهو يرى خوفي مما يفعل وأنا أمد يدي متشبثا بتابلوه السيارة الداخلي داعيا الله من كل قلبي أن يلطف بنا ...
فأنا قد أتيت إلى تركيا للسياحة ...
وليس لألقى حتفي هنا ...
ولكن يبدو أن ذلك الوغد لم يكن يريد ذلك ...
و...
يا أمي ...
إننا نهوي ثانية ... أسعد ...
أين المفر ... فأنا إلى جواره ...
وهو في كامل جنونه ...
لن أركب معك بعد اليوم يا أسعد ...
هذا لو كان هناك بعد اليوم ...
و... منحدر آخر ....
توقف بربك يا أسعد ...
ولكنه لم يفعل ...
تلوت الشهادتين ... والرينو تنزلق في منحدر آخر ...
وهو يضحك ...
وسميرة تغني ...
يا لها من جولة ...


* * *

توقفنا عند منطقة خضراء عبارة عن تلال من الصخور التي تبرز الأعشاب اليانعة من بينها في منظر من أدلة إبداع الخالق جل وعلى
ودخلنا وسرنا على قطع من الأحجار التي اصطفت وكأنها جسر طبيعي يتوسط ممرا مائيا وصل بنا إلى كهف عليه شلال وحوله خضرة ساحره ....
سبحان الله ...
أمام هذا المنظر نسيت ما عانيت من قيادة أسعد الطائشة ... وشردت أفكاري بعيدا أمام هذا المشهد الإلهي العظيم ...
فكرت بعائلة تتكون مني ومن سوسن وأربعة أطفال نربيهم على الطيبة والشموخ التي يطل من هذه الضيعة الساحرة ...
ولم أدري إلا وحسين وعلي يجلسان بقربي ...
لاأدري من أين أتيا ...
ولكن يبدو أنهما كانا بإنتظاري أنا وأسعد .. في هذا المكان ...
علي هو شقيق ليلى زوجة فرات ... تلك التي تشع طيبة وأدبا وحسين شاب صغير في مثل عمر أسعد ... السابعة عشرة تقريبا .. يعرج في ساقه اليسرى من حادث ألم به في صغره ...
كانا فتيان طيبان حقا ... ولكنهما يشتركان مع أسعد في الطيش ...
جلسا بقربي كما أسلفت وقال لي علي في مرح :-
قل لي .. هل ترغب في جولة جميلة ...
إستعدت ما حدث فقلت بعجل :-
لا ... ليس ثانية ...
إبتسما في مرح متزايد وحسين يقول في ثقة :-
لا تقلق .. أسعد لن يقود بجنون في هذه الجولة بالذات ..
وهنا إقتنعت ...
ونزلنا بالرينو إلى أسفل القرية التي يقع فيها الشلال .. وقبل منتصف الطريق توقفنا عند كشك صغير للتموين فيه عجوز مسنة مع إبنها الشاب الذي أتى إلى السيارة وهو يحمل العصائر المثلجة .. حتى أنه رفض أخذ النقود مني ...
ولكنني أصررت مرددا بمرح :-
لقد فتحت هذا الكشك لترتزق منه .. أما الضيافة فهي في منزلك حين نزورك قريبا .. إن شاء الله
إبتسم عندها وتناول النقود ..
حيينا العجوز بعدها والسيارة تنهب الطريق على مهل ..
سألت أسعد في إهتمام :-
أين الهدف ...؟؟..
علت الوجوه الثلاث إبتسامة شيطانية وعلي يردد في خبث :-
مكان سيعجبك ...
التزمت الصمت وشريط سميرة توفيق يعبر إلى جهاز التسجيل بيد أسعد ...
ومندل .. يا كريم الغربي ..
الأغاني البدوية الشامية تستهويني دوما ... خصوصا إذا رافقتها المناظر الخلابة .....
وفجأة .. كم أكره المفآجات ...
أخرج الشريط ...
هتف علي بهذه العبارة ...
و..
موسيقى ديسكو ...
تباً ..
ماذا منحدر .. لا ..
إنها مدرسة ...
ومدرسة فتيات بالتحديد ....
ولكن اليوم الاحد .. اجازة .. ( كانت رحلة مدرسية فيما يبدو )
وفتح أسعد زجاج نافذته .. وطلب مني أن أفعل المثل ففعلت ...
ورفع صوت التسجيل ..
وأخذ يتغزل بالفتيات الغضات اللواتي يرتدين المريلة الحمراء على القميص الأبيض ...
إبتسمت .. وأنا أضع نظارتي الشمسية وأتأمل الموقف في إستمتاع عجيب دون أن أشارك فيه ..
كن في غاية الجاذبية وهن يحملن كتبهن .. مجدولات الظفائر ..
هذه شقراء ... وتلك سمراء ( سوداء الشعر ) .. والبشرة البيضاء هي السمة في الجميع ...
قضينا ساعتين في الغزل ...
يا حلوه .. انظري إلينا ... نظره يا جميل ..
أين أخفيت الشمس .. في جفنيك ... ( هذه من عندي )
كل هذه العبارات رددها الثلاثة وأنا أضحك في مرح ...
ونهاية المغامرة ... هربنا من أحد أباء الفتيات حين غازل أسعد إبنته دون أن ينتبه لوجوده ...
والحق يقال أن الله لطف بنا .. فلو أمسك بنا ذلك العملاق .. لكنا في وجبة طعامه لذلك اليوم ...
عدنا إلى المنزل في وقت الغداء تماما ...
ولكن أسعد ألقى بالمفاتيح للعم صالح .. وسحبني إلى الخارج قائلا :-
هناك .. غداءٌ أفضل ...
قلت :-
ماذا تعني ...؟؟؟..
وضع يده على كتفي وهمس :-
سنذهب إلى السوق ...
السوق ... ماذا يعني بذلك ... ؟؟
ولماذا يخفض صوته هكذا ..؟؟..
لم أسأل .. ولم يلقي هو بالمزيد ...
وتبعته باستسلام بعد أن أبدلت ملابسي ..
سأرى ما في هذا السوق ... و ..
وكالعادة ... سترنا الله من شرك .. يا أسعد ...

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس