منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - انسكاب.. خيال ..مليح
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2008, 12:21 AM   #5
إبراهيم أبو خشيم
( كاتب )

افتراضي


في ذات مساء
ناء بالصياد المسير
فإذا هو خارج الغابة
في فلاة جرداء ، لا ونيس إلا الهوام ..
و الدجى أقبل ..
فقر بعد يأس من أن يدل طريقه
أن يأخذ قسط من الراحة.. فخلد إلى النوم ...
و مع شقشقة النور استيقظ ..على صوت لم يطرب إذنه يوما ما ..
إنه غراب له نعيق
على غصن أجرد

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فأطلق الصيد شبكته وقد قُيد فيه حمامة حسناء
فنقض عليها ذالك الغراب ...فوقع في الشبك ...فأوثق الصيد قيوده ...
فقال الغراب الأسير : أيها الإنسان الغشوم الجهول ..
مالك و ما لي أطلق صراحي .. فإنكم معشر البشر لا حاجة لكم فيّ ..
فقال الصيد :
نعم .. لكن نحن في زمن يختلف عن زمن أسلافنا ...
في زمن مولعون فيه بكل مجهول و مبتدع ..
فطمأن يا صاح ...
سأهديك لصاحب لي ، لديه حديقة غناء .. فيها ما طاب ولذ .. من لحم وطعام ..
قال الغراب :
لحم بلا عناء
قال : نعم ... وجو عليل و ماء رقراق و عصافير تزقزق ....
قال الغراب : ماهذا السعد ..إني صاحب حظ سعيد ...
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فستعظم صاحب الحديقة الهدية
وضعه في قفص سحري بجوار طيور من أمم شتى ..
وفي كل يوم يقدم له ما لذ وطاب ...
وفي ذات مساء
بدأ له أمر جلل ...
فقد ظهرت علامات الإعياء على الغراب النجيب ..
وبعد أيام فإذا ريشه يتساقط ..
فقال: ما دهاك أيها الغراب !!!
فقال : بصوت واهن ...
يا سيدي الحياة هنا في الأسر لا تطاق ...
قال عجبا أمن و لحم و.....
قال: كفا ... كفا
والله للحرية والجوع و العطش والنصب خيرٌ من هذه الحياة ...
أرجوك.. أرجوك ..
أطلق صراحي لأحوم في الفضاء الفسيح ...
وفي الليل أركن إلى غصني الأجرد .........


 

إبراهيم أبو خشيم غير متصل   رد مع اقتباس