منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ۞ مذكرات رجل دمره الحب ۞
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2008, 05:38 PM   #3
علي الزهراني
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية علي الزهراني

 







 

 مواضيع العضو
 
0 ذكرى الحطب
0 نزوح ..
0 وفود الحزن
0 شرفة غيابك

معدل تقييم المستوى: 17

علي الزهراني غير متواجد حاليا

افتراضي


أنـا ..

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لم أكن عاشقا أسطوريا ً ولا كاتبا ً خرافيا ً ولا شاعرا ً نزاريا ً بل إنسانا عاديا ، بسيطا ً ، بكل ما تحمله كلمة البساطة من معنى ، إنسانا يحمل بين ثناياه قلبا ينبض حسبت طاقاته وبعدد نبضاته التي كتبت له ، لا يسبق الوقت ولا يطارد الزمن ، قلب يحمل الكثير من القيم والمقومات يحمل رائحة القرية و نسمات الوادي وذكرى الماضي الجميل ، يفترش الأمنيات ويلتحف الأحلام ويطير كالفراشات ويتنفس كالأطفال -أحمل في حقيبة قلبي مذكرات الحب و أوراق الصدق ، و قلم حبره متصل بشريان قلبي المفعم بالحب والإخلاص للجميع .

لم تزد الحروف في حياتي سوى حب الناس وإيمانه بي و ثقتهم في أنفسهم بأن هناك من يكتب بأيديهم ويتكلم بأفواههم وأحاسيسهم . أخذت أوراقي أكبر المساحات في حياتي ، وأخذت أحلامي كل مساحاتي ، لم تزدني الكلمات سوى قربا من ذاتي وسبر أغوار روحي ، كانت أحاسيسي ومازالت وستظل ترجمان أعماقي وقاموس حياتي وساحة تجاربي . لم تكن الكلمات إلا إنسان عائش داخلي يحاكيني ، يحادثني ، أفضي إليه كل إسراري – و بئر اصرخ داخلهـا بكل ما أتيت من صوت - أحاول صهر أحزاني واللامي - أحاول كسر حاجز الحظ والمصادفات داخلي .

كنت ولا زلت اكتب و انشد للحب ومازلت أمارس هواية التحليق في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس الحارقة دون اكتراث بما يدور حولي . أيماني بوجود حب مازال يراودني ويعيش داخل أروقة قلبي المتعطش لهذا الحلم ، وطفقت ابحث عن هذا الحب الغائب الحاضر في مخيلتي . أيماني بوجد نصفي الأخر حلم جميل لم يكتمل ، أجده في الأحلام الوردية وأحلام اليقظة وأفكاري الشيطانية ، حلم زئبقي يراود قلبي المتلهف لهذا الحبيب المتمرد .
فكلما راءيت صورة الحبيب الغائب الحاضر ، لم تراودني فكرة البكاء بقدر ما أحاول إيجاده و حل هذه المعادلة التي أرهقتني كثيرا وأبكتني أكثر - ويبقى الأمل الأقرب الأبعد من كل المسائل التي لا تحتمل الحل الأمثل .

- كتبت الشعر في سن مبكرة ، ربما قبل ان أجيد الكتابة ، كنت أحفظ قصائدي وأغنيها ، ولا أحفظ نشيد الصباح ، كان الشعر محور حياتي ، مهربي من الواقع و واقع يهرب مني في كثير من الأحيان ، تأثرت بقصائد نزار قباني – فكانت قصيدة ( بلقيس ) هي القصيدة التي قصمت ظهر ذائقتي ، وأخلت بتوازن مسيرتي الشعرية المتجه نحو التقليدية ، كانت دواوينه تأتيني مصورة بخط يده ، مهربه مـع احد الأصدقاء ، الذي كان يسافر للشام لتغيير الجو والمزاج ، عند وصوله لا يهمني تفاصيل رحلته ، والاهم عندي دواوين نزار الهاربة والمهرّبة .

- كنت اكتب لنفسي ولم أجد من يسمع صوتي غيري ، فلم يكن الشعر في نظري هواية بقدر ما هو " غوايــة " جعلتني لا انظر إلي الأشياء من زاوية واحده أو بمنظار واحد فلم تقنعني رؤية الأشياء بالعين المجردة ، فأصبحت لا أنظر إلى الصورة المعلقة على الحائط قبل النظر إلى البرواز بتمعن ، و لا أنظر إلى توقيت الساعة بقدر استمتاعي لسماع صوت عقاربها ، فعندما يقف الجميع لانتظار المطر أهرب خوفا من قدوم العاصفة - فلا يهمني الجو الخارجي أكثر من طقوسي الداخلية ، فقد يتهافت الجميع على المحصول حيث أجد نفسي أُقبل رأس الفلاح وأشد على يديه .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قناتي على اليوتويب ..
http://www.youtube.com/user/alialzhrane


التعديل الأخير تم بواسطة علي الزهراني ; 07-03-2008 الساعة 05:41 PM.

علي الزهراني غير متصل   رد مع اقتباس