منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رجــفــة الــخــوف - رواية
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-16-2008, 07:16 PM   #15
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 195

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



استقر الفايكونت على مقعدين في قلب الشرفه مع ويليم وأخذ يتأمل المحيط قليلا وهو يقول :
لقد ابتعدت كثيرا عن الترحال والمغامره منذ ان خسرت اخي ادوارد ..
قال ذلك ثم التفت الى ويليم مواصلا :
ويليم .. ان هناك ما يعتلج بصدرك .. فأفضي به الي ..
ثم إتكأ بمرفقه على مسند المقعد ووضع يده على خده :
اسمع يا ويليم .. انت تعلم مقدار قدرك في نفسي
فأنت صديق وبمثابة الابن ايضا لي .. فلا تخفي عني ما يضيق به صدرك
التفت اليه ويليم بعد ان اغرق في تأمل المحيط ونظرة ذبول تطل من عينيه جعلت الفايكونت يقترب منه مرددا في قلق :
يا إلهي .. ما هذه النظره في عينيك ؟
تكلم .. انك تخيفني
خفض ويليم بصره وبقي على صمته فقال الفايكونت في اسف :
هل تعلم ..
انها اول مره منذ تعارفنا ..
تخفي عني أمراً
احس ويليم بنبرة الحزن في صوت الفايكونت فقال في عتب :
عزيزي الفايكونت .. انا لم اقصد ان اخفي عنك ما أريد ..
فأنا لم اطلب مجالستك إلا لهذا السبب
ابتسم الفايكونت في ارتياح :
كلي آذان صاغيه ..
اخذ ويليم نفساً عميقاً وقال دفعة واحده :
انت تعلم انني دائما اصارحك بأفكاري وما اريد ..
ولكن هذه المره الموضوع يختلف ففيه احراج لي .. لذلك ترددت في طرحه عليك
ولكن يجب ان تعلم به عاجلا أو آجلاً ..
إنه يتعلق بــ....
قاطعه الفايكونت في هدوء :
بكيلي ..
اتسعت عينا ويليم في دهشه ثم عقد حاجباه وهو يطرق برأسه ويغمغم في لهجة
مستسلمة :
هذا هو .. ما أدراكَ ؟
ابتسم الفايكونت وهو يتابع :
من نظرة عينيك حين كانت هنا قبل قليل ..
كانت نظرات عاشق ولهان .. لم تكت لتخفى علي
وخصوصاً انني اعرفك جيدا ..
رفع ويليم بصره اليه في تساؤل وهو يكمل كلامه :
لقد عرفتك شديد الصلابه .. بارداً ساخراً ..
ولكن منذ ان رأيت كيلي وانا ارك مختلفاً .. حتى سخريتك كانت واضحة الزيف وانت تحاول ان تغطي بها حروفك ..
في البداية ظننت نفسي واهماً .. حتى شاهدت نظراتك لها قبل قليل ..
فعرفت انها تمكنت من نفسك ..
حاول ويليم النطق إلا ان الفايكونت استمر :
وهذا اسعدني ..
أسعدني كثيراً ..
صدمت الكلمه ويليم وهو يقول :
حقاً ..
أومأ الفايكونت برأسه ايجاباً وابتسامته تتسع لتتحول الى ضحكه جذله وهو يتحدث سعيداً
حقاً ..
صدقني انني سعيد بمشاعرك تجاهها .. واتمنى ان تكون هي ايضا تبادلك نفس الشيء
علق ويليم في لهفه :
هذا ما جئت اليك من أجله ..
ربت الفايكونت على ذراعه في مرح :
آه .. إنك تحتاج الى مساعدة صديقك العجوز إذن في تصيدك
شرد ويليم هامساً :
انه ليس تصيدا يا هاري
انما اشبه بقطف زهرة من بستان يانع .. او لمس حورية من السماء
ضحك الفايكونت هاتفاً :
هاقد اصبح راعي البقر .. شاعراً
جاوب ويليم :
لك ان تستمتع يا هاري المقلم .. فالأقدار وضعتني تحت رحمتك هذه المره ..
ضحك الفايكونت ثم سأله في اهتمام :
كيف تنوي ان تصارحها بإعجابك ؟
رد :
في الحفلة بعد الغد
الفايكونت في حماس :
رائع .. توقيت مناسب
ثم واصل في سخرية فاضحه وهو يتأمل ملابس ويلي :
انما الموضوع يحتاج الى تعديلات وتنظيف وازالة زوائد هنا وهناك
عقد ويلي حاجبيه في سخط عابث :
لن اكون مقلما .. هل تفهم ؟
وضحك الإثنين في مرح ...


** ** **

ازدان قلب الباخرة بالكثير من الانوار ومباهج الاحتفالات الفرنسية واخذت الفرقه الموسيقية تعزف اجمل الألحان الملكية للراقصين والراقصات في بهو المكان ..
على حين حين اصطفت الطاولات لخدمة الركاب على اجمل نسق والطف ترتيب كما جرى في عادات الفرنسيين الذين يقدسون اصول اللياقه والنظافة والترتيب كالانجليز أحيانا ..

الجموع تشكلت وضعياتها

فهناك من يرقص وهناك مجموعة اخرى تدخل في احاديث جانبيه وعلية القوم هنا والريفيون من النبلاء في الجهة الاخرى والراقصون
مزيج كوكتيلي ناعم يسم دوما الحفلات في القرن الثامن عشر ..

وفي شرفة قريبة وقفت كيلي في فستان من الساتان الازرق اللامع وعينيها تطوفان في المكان في شرود اشترك مع ملامحها الفاتنه ليجعل بريقهما مطمعاً لكل الموجودين إلا انها تردهم برفق متعللة بتوعكها على حين ان الحقيقة هي انها تفكر بويليم
خيال راعي البقر هذا لا يفارق رأسها منذ رأته ..
انه اهوج .. وساخر
وابتسمت وهي تردد في اعماقها
إنما وسيم
زادت ضحكتها عندما مر بها هذا الخاطر
الارستقراطيات لا يفضلن هذا النوع من الرجال ..
إلا انها اصلا تكره الارستقراطيه
ربما لذلك هي منجذبة له ..
منجذبه ؟؟!!!
نعم .. ولمَ لا
انه رائع على الرغم من وقاحته ..
وقاحته
ضحكت مجددا
لأنها تأكدت من انه كان يتصرف على نحو طبيعي لمن هم من بيئته
انما هي التي صعدت الموقف الى درجه غبيه لمجرد ان تصرفاته بدت لها مختلفة فرفضتها قبل ان تدقق فيها
عم بالها الارتاياح مع هذا الخاطر وعصف بها شعور قوي لرؤيته
ولكن كيف ؟
وبأية حجه ؟
عبارته ترن في اذنها مجددا
انها عبارة ترضي اية انثى .. وان كانت ساخرة نوعا ما
ترى ماذا سيكون شعوره لو دعته الى عشاء صغير في هذا الاحتفال ؟
ربما هو الآن مع عمها ..
صحيح
أين عمها ؟
انها لم تره طوال اليوم
ممتاز .. فرصة سانحه
ستذهب الى عمها وبكل تأكيد ستجد ويليم عنده
لابد من مجالسته حتى تعرف حقيقة عواطفها او ما يدور في خلدها نحوه
حسمت امرها واستدارت لتنفذ عزيمتها
فإذا بشخص في قبالتها مباشرةً تفاجأت وسقط كأس النبيذ منها وهي تردد :
عفوا سيدي
جاوبها صوت الشخص :
لا عليك آنستي الأرستقراطيه
رفعت بصرها مدققة بملامح الشخص بعد هذه العباره
لتتسع عينيها في دهشه يخالطها الكثير من الانبهار
لقد كان ويلي ..
عفوا
ويليم
انما ليس بهيئة راعي البقر ..
بل بهيئة لورد او نبيل من نبلاء القصور بحلة سهره سوداء لها ياقات لامعه ورباط عنق صغير اسود وشعره مقصوص ومهندم في تسريحه جعلته قمة في الوسامه مع ملامحه الجذابه والقوية
لم تتفوه كيلي بحرف وهي تتأمله في إعجاب واضح على حين انحنى هو ليلتقط الكأس فعاجله احد الخدم ليتوقف هو وينتهض وعينيه لا تفارقان وجهها الملائكي الناعم وبعد هنيهه مد كفه ليلتقط أمناملها في خفه ويرفعها الى شفتيه ويلثمها في حنان جعلها ترتجف جذلةً
فرفع بصره اليها قائلا في سخرية :
صدقيني لا ابغض علي من هذه البروتوكولات .. إلا انني من اجلك على استعداد للقيام بأي شيء ..
ضحكت في مرح وردت في حنان :
صدقني .. أنا سعيدة بحضورك هذا الإحتفال يا سيدي ..
خفق قلبه هنا :
أحقا يا كيلي
ارتبكت وادارت وجهها :
حقا يا سيدي
اعتدل ويليم .. وقال :
كيلي
التفتت اليه :
نعم
وهنا لم يتكلم هو او هي
صمت عم حروفهما
ولكن العيون تحدثت .. وقالت كلمات كثيره جدا
وبعد لحظات مقدسه أنهى ويليم الصمت :
هل تسمحين بهذه الرقصة ؟
انتفضت كيلي انتفاضة خفيفه وهي تجيب بلهفه :
بالتأكيد ..
وعلى الفور اقتادها ويليم برقه نحو جموع الراقصين
واستدار بها ويليم بمهاره جعلتها تقول في انسجام :
لم اكن اعلم ان رعاة البقر يجيدون الرقص
ابتسم :
ان اردت الحقيقه فإن رعاة البقر هم أهل الرقص فعلياً ..
وضعت كفها على كتفه باسمة :
كيف ذلك ؟؟..
قرب خصرها منها بلطف :
ان لدينا في مناسباتنا العديد من الرقصات المرحه والتي نختمها دوما برقصة هادئه كالفالس او الارجوحه وهذا شيء اساسي .. اما انتم معشر الارستقراطيين فأغلب حفلاتكم لا يوجد فيها سوى الشراب والتدخين والكلام في شؤون الآخرين بكل وقاحه على الرغم من مظاهركم الانيقه ولسانكم المنمق ..
ابتسمت في رقه :
هل تعلم .. اسلوبك الساخر يعجبني كثيراً ..
رد في لهفه :
حقاً .. ظننت انك تضايقتي مني بسببه
اتسعت ابتسامتها :
بالعكس .. انا وانت متفقين تماماً في رفض رتابة حياة الانجليز ..
غمغم في عجب :
تتحدثين وكأنكِ لستِ منهم ..
ردت وهي تكمل معه رقصةً ماهره :
أحيانا .. أحس بأنني لست منهم .. أتدري يا سيد ويليم .. أنني ..
قاطعها في رجاء :
ناديني ويليم فقط.. أرجوكِ
غاصت في عينيه وهي تتكلم بصوت كالهمس من رخامته :
كما تريد يا ويليم ..
ثم واصلت :
انني مندفعه .. أحب اقتحام المجهول .. ابحث عن الألغاز وتحدي الغموض
إنني كأبي وعمي .. فأبي في حياته لم يحفل بألقاب او بهرجه الانجليز .. فقد كان يعتبر نفسه دوما ينتمي الى الارض التي تطأها قدماه .. أما عمي فهو مثل ابي ولكنه اقل اهتماماً بالرحلات والاستكشاف وصدقني انه خاض هذه الرحله لمجرد الثأر وحمايتي فحسب ..
زادت ابتسامته معقباً :
كيلي .. أتدركين انك فتاة متميزه حقاً
همست :
أتجدني متميزه ؟
توقفا عن الرقص في بطء وهو يقول :
انتِ لستِ متميزه فحسب .. بل جميله أيضاً .. و..
اقتربت منه :
وماذا ..؟
تلعثم :
و .. وأنا معجب جداً .. بكل تلك.. الــ..
ألحت عليه ويدها الثانيه تلامس كتفه الاخرى :
وماذا .. تكلم ..
همس :
كيلي ..
اجابت :
انا هنا ..
واصل هو :
لقد كنت ابحث دوما عن تلك التي تقاسمني حياتي .. وطال بحثي حتى ظننت أنه لا وجود لها حتى التقيت بكِ
دنا بوجهه منها :
أنتِ من بحثت عنها يا كيلي ..
أحاطها بذراعيه وهي تكاد تفقد الوعي من فرط سعادتها ورأسها يرقد على صدره القوي وهو يقترب من اذنها :
أحبك ..
سالت دمعه منها وهي تحيطه بذراعيها :
وأنا ايضا ..
اهتز فرحاً :
كنت اظنك لن تقبلي
قالت في فرح :
ومن قال لك انني حمقاء حتى ارفض
صمت قليلا وادار بصره حولهما ثم قال بصوت متلعثم :
أعرف قسا على ظهر السفينه
لم تصدق اذنيها وهي ترفع رأسها عن صدره هاتفة في ذهول :
ماذا تعني ؟؟!!
رد في حبور :
وماذا يمكن ان اعني .. سنتزوج الليله
هتفت في فرح متلعثم :
يا إلهي .. انت مجنون .. بهذه السرعه ؟
غمز بعينه وهو يجذبها من كفها قائلا في خبث :
ماذا تتوقعين من راعي بقر ؟؟
ضحكت في مرح وهي ترفع ذيل فستانها وتهرع خلفه .. ليجدا الفايكونت في طريقهمها الى السلم المودية الى غرف النزلاء وعيناه متسعتان من المنظر وبدا على شكله انه لم يستوعب الموقف فعلا وهو يسأل في حيره :
ماذا هناك ؟؟
ماذا بكما ؟؟
لماذا تغادران الحفل في بدايته ؟؟
عانقته كيلي وهي تهتف في سعاده :
عمي .. انا وويليم سنتزوج الليله
اتسعت عيناه اكثر واكثر وهو يردد في ذهول فرح :
الليله ..؟؟!!!!!
بهذه السرعه ؟
أومأ ويليم برأسه ايجاباً :
نعم يا عزيزي .. الليله .. والآن هيا لترافقنا الى القس الذي يقيم قرب قمرة القبطان ونرتب معهما كل شيء ..


** ** **

كان زفاف كيلي وويليم فرحة مضاعفةً على ظهر الباخره .. اشترك فيه كل من على متن السفينه من مسافرين
بدت كيلي في ثوب وردي ناعم خفيف مطرز بالكريستال وعلى كفيها قفازان ابيضان بدا في اصابعها بغاية الرقة .. وعلى رأسها قبعة أنيقه يزينها الحرير والكتان وتلفها الارياش التي جعلتها في غاية الجمال عندما تناغمت مع فستانها الرائع ..
على حين ارتدى ويليم حلة سوداء وقميصا ابيض مع رباط عنق اسود صغير اشتركت مع تسريحة شعره الانيقه في إعطائه منظرا جذاباً ..
توقف ويليم أعلى السلم الخشبي الفاخر في قلب صالة السفينة للإحتفالات والفايكونت يقود كيلي اليه كما تقتضي التقاليد المعروفه في مثل هذه المناسبات حتى سلم كفها الى ويليم امام القس الذي قال كلماته الشهيره من الانجيل حتى وصل الى :
بموجب السلطه المخولة لي أعلنكما زوجاً وزوجة ..
صفق الحضور بحماس مطلق وكيلي تقترب من ويليم وهو يقبل شفتيها في حنان دافق ..
وإنطلق الاحتفال في ليلة لا تنسى على متن السفينة المتجهه الى رومانيا ..

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس