فقل لمن يدعي في العلم فلسفةً
ـــــــــــــ حفظت شيئاً و غابت عنك أشياء *
بين اللحظة و أخراها تطالعنا الصحف اليومية و المنتديات الأدبية بأكوامٍ هائلةٍ من المقالات / الكتابات التي لا تستطيع أن تساير كثرتها إلا بلمحاتٍ خاطفة ...
و بين كل كاتبٍ و آخر تجد نفساً أدبية طيبةً اللغة سليمة الفكر رائحةُ الوعي فيها زكية بليغة اللسان رصينة المعنى تُلامس عقل المتلقي بكل أدبٍ و تهذيب ... و على النقيض تجد ما يُعجل بفرارك من متسلقٍ جُدُرَ الكتابة لإغلاق / قلب صفحة و استعجال طيها ...
و ما يملؤك قلقاً و أنت تتأمل حال صحفنا و منتدياتنا كثرة أدعياء الثقافة و تكاثرهم بشكلٍ يعجز معه الفكر السليم على القبول و التسليم لأقوالهم و لمقالاتهم التي تعج بـ(الغنج اللغوي ) إلى ملئها بمصطلحاتٍ توحي للـ ( فرقة المطبلة ) أن صاحبها على قدرٍ كبيرٍ من الثقافة و العلم ...
و الأعجب من هذا و ذاك أن يغتر هذا الدعي بنفسه أو ذاك ليصدق أصداء مريديه و يظن في نفسه أنه صار من أساطين الفكر و سادة الأدب لمقالٍ أو لعدة مقالاتٍ نثرها هنا وهناك ...
والمؤسف حقاً أن الصحف اليومية تخلت عن واجبها / دورها الأدبي
بنشر كل ما يسد فراغات نشرها اليومي ..
و حتى المنتديات الأدبية تخلت هي الأخرى عن أدوارها و مهامها في نشر الأدب الرفيع لإتاحة الفرصة أمام كل مُستلقٍ أمام ( الشاشة / الكيبورد ) ليكتب الغثاء كما / متى / كيفما شاء ..
برأيكم و هي دعوة للتحاور ..
هل هي ظاهرةٌ واضحةٌ تستحق معها الوقوف والنظر أم أنها حالاتٌ قليلة الحدوث ؟
و إن كانت واضحة فكيف يمكن أن نطمس معالم هذه التجاوزات صيانةً للأدب وحفظاً لحقه ؟
و هل يمكن تعرية أمثال هؤلاء في فضاءات المنتديات إن استحالت تعريتهم في الصحف ؟
وهل في أمثال هؤلاء خطرٌ على أنفسهم أم أنه يمتد للمتلقي ؟
وهل في ادعاء الثقافة إعياءٌ لها أم أنه محض وهمٍ وتصورٍ محفوفٍ بالخطأ ؟؟
سأنتظر المتعة و الإمتاع ...
مودتي ...
ـــــ
* أبو نواس