هذه مقتطفات من كتابه(في حضرة الغياب)
فلتحفظ ليل الألم هذا عن ظهر قلب. فقد تكون الراوي والرواية والمروي، فلا تنس هذا الطريق الضيق المتعرج الذي يحملك وتحمله اٍلى المجهول العربيد الذي سيرميك، وأهلك، بالشبهات.
وتسأل: ما معنى كلمة ((لاجئ))
سيقولون: هو من اقتلع من أرض الوطن.
وتسأل: ما معنى كلمة ((وطن))؟
سيقولون: هو البيت، وشجرة التوت، وقن الدجاج، وقفير النحل، ورائحة الخبز، والسماء الأولى.
وتسأل: هل تتسع كلمة واحدة من ثلاثة أحرف لكل هذه المحتويات..... وتضيق بنا؟
وبسرعة تكبر على وقع الكلمات الكبيرة، وعلى الحافة بين عالم ينهار خلفك، وعالم لم يتشكل بعد أمامك..... عالم مرمي كحجر طائش في لعبة أقدار. تسأل نفسك: من أنا؟ ولا تعرف كيف تعرف نفسك. ما زلت صغيرا على سؤال يحير الفلاسفة. لكن سؤال الهوية الثقيل قد أقعد الفراشة عن الطيران.
***********************************
لك حلم يسبق الشعر، بهي
ونداء يسبق الايقاع، بحري
كأن الليل هذا
خلوة الخالق بالمخلوق:
كن سيد أوصافك منذ الآن،
يا ابني لك حلم
فاتبع الحلم بما أوتيت من ليل! وكن اٍحدى صفات الحلم
واحلم تجد الفردوس في موضعه!