.
.
وللعلم فصولاً لا تنتهي ..
كما أنا تماماً ..
منكَ لستُ انتهي .. ومعكَ لستُ أفقه ملامح نهايتنا ..!!

علمني .. كيف أُداري عيوبك المستبينة بوضوح ..
وأغض الإحساس عنها ..
ولغير حسناتك لا أنظر ..
علمني .. كيف أُجهض غيرتي ..
فلا أحمل جنين إحتراقي كلما اندلق إعجابك على هذه وتلك ..
وأوصمكّ بذنب ألمي ..
علمني .. أن لا تبادرني أنتَ وجميل ذكراك ..كلما بللتني قطرات المطر ..
فـ تزيح كل شيء عن أسطح ذاكرتي ..
وتتعمق بداخلها أكثر ..!!
علمني .. أن ألتقي البحر وأصافح شطآنه ..
ولا تعترضني أنتَ ..
وحميمية أحاديثك تلك .. عن زرقة البحر وطيش مويجاته ..!!
علمني .. أن أنهرُ نفسي ..
ولا أتنهد كلما ذُكر إسمك .. أو لمحته نظرتي ..
علمني .. أن أرفع يديّ لخالقي .. وأبتهل بتضرع ..
ولا تنال أنتَ الجزء الأعظم من أدعيتي ..!!
علمني .. أن لا يقتص مني الفقد في غيابك ..
ولا يحتجزني الانتظار بين جدرانه ..
علمني .. أن لا يبتلعني الغضب ..
كلما ظلمتني .. ورميتني بأنانيتك ..!
علمني .. أن أخطَ حروفي .. وأترجم إحساسي
دون أن تخترق أنتَ نطاق تمنعي .. وتشددي في إقصائك عني ..!
علمني .. أن أُقنع قلبي وأعلمه ..
أنك رجلاً تتنازعكَ النسوة دوماً ..
فـ إما أن يثق بك ويحبك بما أنتَ عليه ..
أو أن يعتزلك .. ويعتزل معك شؤون الحب بجميعها ..
وهنا تلتقي الأنفاس:
وإن مررتَ هنا وقرأتني .. ابتسم ..
ولا تبتئس بما سببته لي من وجع أدرجته أنا هنا ..
فمازالت ابتسامتك .. تُعمر دنياي ..
وتمسح غبار الحزن عن نوافذ روحي ..!
.
.