منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مَـــريــــمْ .. لازالت تقرأني
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2006, 11:04 AM   #11
سعود الفالح
Banned

افتراضي




مدخل مغلق

بالأمس حين غفوت أتت ضاحكة .. لم تأتني بكل أحلامي السابقة بها.. إلا شاحبة كأخر مرة
رأيتها فيها .. مريم قبل المرض كانت .. بشعرها المربوط للإعلى .. بغمازةٍ وحيدة في الخد
الإيمن .. بعينيها المندهشتان دون داع .. قبلتني .. ووقفت على الباب طويلاً .. وانصرفت
وهي تشير لي بأصابعها المضمومة وكإنها تحمل قلماً أن أكتب .. وكانت تبتسم في خجل
إنثوي يصل بي حتى السماء السابعة دمعاً ورغبة وحزناً .. لن يندمل .. صحوت وأنا أتلمس
دمعاً في محجريّ .. وعيناي تبحث عن قلم .. أي قلم

توغل ..حيث مضت حتى الأماكن

مَجلسُ والدي .. دلال القهوة المرصوفة بعناية وكإنهن يطلبن الدفء في ليلة شتاء باردة
حول موقدٍ نحاسي قديم .. أمي .. الصباح المُختلف عماقبله .. أكواب الحليب .. أرغفة الخبز
التي لازالت ساخنة .. ملابس المدرسة .. الشمس التي تأخذ مِن شوارعنا البسيطة حق
التثاؤبالكل يخرج للشارع ويذهب إلا .. انا .. منذ أن شُغِلتُ بمريم أصبحت حاسة السمع
لدي خارقة أنشغل أو اتشاغل حتى أسمع صوت دخول الباص كي أخرج من وراء الباب
.. أراها .. غمازتها الوحيدة دائماً ماتقع عليها عيناي بعدها .. تتجول عيناي في ملكوت
حسنها الواسع كغريبٍ يدخل المدينة كل يوم ليعيد إكتشافها .. رغم إنها طبعت في عقله
وقلبه ..يذهب الباص بمريم وأذهب بمريم لمدرستي أيضاً ليس مهماً ان اتاخر عن الطابور
كُل مرة فشنطتي في الداخل مع اخي .. وأنا أفضل من يتسلق حوائط المدرسة بيديه
العاريتين ليجدني طلاب فصلي أجلس قبلهم في مقعدي ..

يحزنني الأن تحديداً إنني لم أقل لمريم حتى فارقتني ( أحبك ) .. لم تسمح لي هي
بجديتها وعندما سمحت لي .. أتى من وقف حائلاً .. وعندما أصبحت زوجتي لم
أشاء أن أقاطعهاوهي تتحدث عني وعن كل الأشياء وعندما هممت .. دخلت في
غيبوبة حتى فاضت روحهاكنت أسمع عن مشيب الأطفال وهم في سن مبكرة ..
وأكذب بِه .. ولكن الأقرب للصحة هو أنني قد شِبت ولم أكمل حتى العشرين من
العمر ... لإنني غصصت بكلمة لم أرد أن تخرج سوى لبنتٍ عجنتني بطحين قلبها
.. قبل أن أتشكل رجلاً ..

عندما رقصت مريم رقصتها الأخيرة في ذلك الفرح .. أطلقت من مسدس والدي
طلقات كثيرةوأنا أبن الرابعة عشر الذي سرق مسدس والده من الخزانه لإن النساء
إن رقصن وهناك من يطلق الرصاص في عرف البدو القديم فهنَ في عزة ومنعه
حتى قبل أن يموت والدي لازال يسأل من أطلق الرصاص وأفرغ مسدسه..ظلن بنات
الشارع يسألن بغيرة عمن أطلق كل هذه الإحتفاليه من الرصاص على مريم في
ذلك العرس البدوي .. العتيق .. حتى مريم لاتعرف الإجابه .. أنا الوحيد الذي كُنتُ
أعرف.. و لم يتسنى لي أن أخبرها .. وها أنا أخبرها


لم ألمس من مريم سوى يدها .. فأرتجفت .. ولم أكررها ..

 


التعديل الأخير تم بواسطة سعود الفالح ; 11-01-2006 الساعة 11:09 AM.

سعود الفالح غير متصل   رد مع اقتباس