
أقرأ اعتذارك في أذكار الصباح، وأتأكد من همزتي على اسمي لأطمئن أنك تنطقه بالطريقة الصحيحة، أعرف . . وكثيرة تلك الأشياء التي أعرفها وأعلم عنها، وأقول مجدداً مثل المرة الأولى: ’’أعرف‘‘، أعرف أن طارئاً يحجبك، ومكوثي في المكان ذاته لم يزعجني، لأننا سننتظر من نَحُب وإن تمادينا في الحزن، وبدلت ملابسي لك عشراً، لتعود وتُفتن بي نائمة على المقعد، رأسي مائل على الشباك، فمي مفتوح، وذراعي اليسرى أعلى من مقدار الكتف بقليل، في انبساط أصابعي والرواية مقلوبة بصفحاتها عند الشاشة، ذلك الانقطاع المفاجئ، مَسّ أظافري من الداخل، على الحافة، وخَطّ سريعاً وهو يحتك بحرارة، وضعت الإصبع بين شفتيّ، كان الوقت يمضي، واعترتني رغبة بكاء لأن مظهري كان مناسباً لهذا الشعور، فاليوم أنا الساعاتي والبندول والتكات والعقارب والدقائق والثواني والمنبّه، وغداً سيسلب الله مني هذا كله، مثل أن يأخذ الرب نبوءته من أحد الرُسل، لم أستطع هذه المرة التكهن بالعواقب، وتخمين مصيري في قعر فنجان القهوة، أو تلاوة حظي في ورقة الجوكر وأنا الخاسرة في كل لعبة، اكتفيت بـ لا شيء، تابعت الجلوس، اقتربت فتاة توصيني بنفسي بلا سبب وقالت: ’’اكتبي‘‘، عاد آخر بصوته في كلمة: ’’أحبّكِ‘‘، وأطلت الصمت في سوارٍ مطاطي، أشده حول رسغي حينما أتظاهر بالانشغال بأمرٍ ما، صديق فتيّ قال لي وأنا أضحك على حقيبة الضفدع كامل الجامعية خاصتي: ’’أنتِ ذكية‘‘، وأردف: ’’لا تسأليني عن السبب ومالعلاقة‘‘، فشددت المطاط أكثر، وغيرت عنواني إلى: " مدخنة 18 + "، سأتريث أن يعطف أحدهم عليّ بعلبة سجائر، وأنت؟ أين كنت؟ تفكر بي؟ تظن أني غاضبة؟ وأقبض بيجامتي في أصابعي؟، هل ركض قلبك إليّ، وأشحت لأنني حانقة وأنتظرك يا من لم يعد؟، أتراني أهوّل كعادتي؟، حين يتغزل بي عشرة – ولنعدّ الأسباب إلى فطرة طبيعية وصحية جداً – يبدو المكان مثل مخزن بالي الأسمال وأكسر الكثير من الزجاجة الخضراء وأبعثرها في الزواية، قد أتعرض للاغتصاب هكذا، وأراك منهمكاً، في دفع قلبك: ’’هيّا، اذهب إليها‘‘، أصغِ إليّ يا من ضاع في العاشرة والنصف مساءً، لا تشعل الكبريت في الضباب، هشم عمود الإنارة في الحيّ، انفث على الشموع في محرابك، وإياك أن تذكي الزيت في الناموس، ارتكب العتمة، تعمد الليل كي ينعدم خروجك مني، هاك يدي السمراء من جيبي، وإذ هي بيضاء تسر الناظرين، هاكها، وانحَنْ واقترب، جِدني مرة والمسني لتقع كارثة الانطفاء: ’’لأقبضنّك، لأقبلنّك، لأضيعنّك!‘‘، لا تقلق، بات الخصام أمر تافه مثل نكتة سمجة قديمة، بيدي مكنسة الآن ومنفضة، أزرع الدخان، وأحصد الفحم وأفكر في قطعة لك لترسم دخاناً من الفوهة، شاركني المكان: ’’ 18 + ؟ ‘‘، مولدك ؟، تقاربني العمر؟ طبعاً !، افتح أزرة قميصك، سأغمر كلتا يديّ في صدرك، سأغسل رئتيك وأطويها: ’’يلزمك هواء جديد، مدخنة ضيقة ومظلمة، تكفي لاثنين أثناء الصعود في الانثناءات والركب المتداخلة‘‘ . .
* تَمّ اعتماد العنوان في سقف أحد المنازل والدعوة لاثنين فقط .