في العام 1921 تحديدا كان الشعر على موعد مع اصدار كتاب ( الديوان ) للعقاد والمازني وفيه كان للعقاد فصولا طويلة في نقده للشاعر احمد شوقي والمحسوب على التيار التقليدي للشعر العربي الذي كان بداية بزعامة محمود سامي البارودي ولهم الفضل في اعادة النهضة للشعر العربي الحديث بعد عصر السبات العثماني للشعر العربي اقول كان كتاب الديوان ( وللعلم فقد اطلق مجازا على مدرسة الرومانسيين مدرسة الديوان تيمنا بهذا الكتاب ومؤلفيه) يمارس التوجه في الشعر العربي عن ماينبغي للشاعر ان يتغلغل في اعماق الاشياء حتى يذيع بواطنها واسرارها وهو اي الشاعر لن يصل الى ذلك الا اذا كانت له نفس قوية الاحساس بالكون ومشاهده ..تنفذ الى اغواره وتتسمع الى كل نبضاته واصدائه في الانسان وغير الانسان.
كان العقاد وصحبه يروا ان الاهم في التشبيه هو توليد المعاني والصور الذهنيه ومايلابسها من خواطر تتيقظ في النفس.ويشيرون بذلك الى طريقة مدرستهم في بسط الافكار وتحليلها والتأمل بالاشياء تأملا نافذا ولكي لاتكون اهمية الشاعر في نقل الحس الخارجي وانما الحس الداخلي ومايصاحبه من عاطفه وشعور.
ونستكمل حديثنا هذا بالمثال الثاني على شعراء المدرسة الرومنسية او الجيل الجديد او الديوان كل منها صحيح واقول هنا لعباس محمود العقاد:
هل يسمعون سوى صدى الكروان000صوتا يرفرف في الهزيع الثاني
وايضا
ضمآن ضمآن لاصوب الغمام ولا 000عذب المدام ولا الانداء ترويني
وايضا
مايبتغ الشعب لايدفعه مقتدر000 من الطغاة ولا يمنعه مغتصب
فاطلب نصيبك شعب النيل واسم له000 وانظر بعينيك ماذا يفعل الدأب
مابين ان تطلبوا المجد المعد لكم 000 وان تنالوه الا العزم والطلب
................
وفي المره القادمه نتواصل مع اخر مايميز الرومانسيين وصولا للكاتب ابراهيم عبدالقادر المازني
تحياتي لكم