أرى ببساطة أنَّ الصّداقةَ نادرةٌ في زمننا هذا , سواءاً كانت بينَ الجنسينِ أو بينَ أفرادِ الجنسِ الواحد , لأنّ علاقاتنا تحكمها المصالح بالدّرجةِ الاولى و في غالبِيّةِ الأمر , و لأنّ الانسانَ الّذي يبحثُ عن صداقةِ الآخرينَ لا يقبلُ في الغالب أن يُداسَ لهُ على طرفٍ و لو عن خطأ , و ينسى أنّ كلّنا ابنُ آدمَ ,و كلّنا خطّاءون , لذا تنهارُ العلاقةُ عندَ أوّلِ عائقٍ .
أمّا طريقة النّظر للعلاقة بينَ الرّجل و المرأة فهي شائكةٌ نوعاً ما , إذ تتبعُ طبيعةَ المُجتمعِ و طريقةَ تربيتهِ لهذهِ العلاقة ضمنَ أطرٍ محدّدةٍ تابعةٍ فقط لطريقةِ بنائِهِ و لعاداتِهِ و تقاليده .
فإذا كنتِ تقصدينَ مجتمعَ الانترنت , القائمِ بذاتهِ - شئنا أو أبينا - فهذهِ الصّداقةُ موجودةٌ فعلاً , و لكنّها قليلةٌ يا أمسية , قليلةٌ بعددِ الرّجالِ و النّساءِ القادرينَ حقّاً على بنائها ,
أمّا إن تحوّلت يوماً إلى حبّ , فلا أجدُ مانعاً من ذلك , لأنَّ الحبَّ لا يعرفُ مكاناً أو زماناً و لأنَّ الصّداقةَ اسمى درجاتِ الحبّ .
عزيزتي ,
في وقتنا هذا يفعلُ كلٌّ منّا ما هو مقتنعٌ بهِ , و بعيداً عن قناعاتِ الآخرين , فإن وجدَ ما يُناسبُ تطلّعاتِهِ حمدَ و شَكَر , و إلّا فقد يشجبُ و يستنكرُ , و يحكمُ بالفشل ,
شُكراً لنوركِ يا أمسية ,
و أهلاً بكِ في المقال .