منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - (رضينا أم أبينا.)
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2006, 01:24 PM   #1
حـــصـة
( كاتبة )

الصورة الرمزية حـــصـة

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

حـــصـة غير متواجد حاليا

افتراضي (رضينا أم أبينا.)


بين هذه الرمال والليل المظلم والذي لا يضيئه غير النجوم التي انتشرت مزخرفة هذا الليل والقمر الحزين
... ألتف الجميع حول النار لينعموا بالدفء ويحتمون من رياح الشمال الباردة التي هبت علينا.
الضحكات تعلو والقصص تحكي وأنا كنت في عالم آخر سارحا مع تخيلاتي ،
انظر للقمر مناشده أن يرحم بحالي وبقلبي،
لكزني أحد الأصحاب ليعيدني إلى الواقع الجميع يروي القصص ويلقي النكات والضحك يتعال أما أنا كنت افكر بتلك التي شغلت قلبي ..
آآه منها ... آية من الجمال والرقة والطيبة النادرة ،
في هذه اللحظة التي تذكرتها تعال الأصحاب بأغنية ((لمحمد عبده)):/
راحت مشت وعيوني تتبعها
راحت مشت مجبور أوادعها
فما كان مني أن قمت من هذا الجمع ماسحا دموعي قبل أن يلاحظها أحد ..
تذكرت ذاك الجرح الذي زرع فيني ... ذاك اليوم الذي لن أنساه ،
يوم ذرفت الدموع ومنعت يدي من أن تمد لمسحها اكتفيت برؤيتها تحاول جمع شتات نفسها لتخبرني بسفرها مع عائلتها وقد تطول مدة الفراق ،نظرت إليها متوسلا بأن يكون ما تقوله مزحة أو اختبار لتعرف مدى حبي لها ولكن بكائها اثبت عكس هذا .
ظللنا صامتين،قد هربت منا الكلمات فما كان منا إلا أن نوادع بعضنا ،ابتسمت محاولة أن تخفف وطأة الحزن الذي ألم بنا ...قالت:/
-" لا عليك قد نتقابل يوما ما وقد غزاك المشيب وأصبحت أنا عجوز وأولادنا أصبحوا شبابا وقد يكونوا واقعين في الحب وسوف لا نجعلهم يتعذبون مثلما حصل لنا .."
ضحكت لكلامها واتبعت ضحكاتي دموع حارقه ..
توسلت بأن لا ترحل ..أخبرتها بأنني سوف أقابل عائلتها ولكنها نظرت إلي ففهمت بأن لا أمل لنا ها انا الآن في هذه الصحراء محاولا دفن
جراحي ..الليل ..النجوم..القمر..وقلب جريح ..قصة كل عاشق.
تعالت الضحكات من خلفي والنداءات باسمي لكي نكمل السهرة أمام النار ، طاوينا أحزاننا رضينا أم ابينا.

 

حـــصـة غير متصل   رد مع اقتباس