منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سَ/ أتَقَشّرْ
الموضوع: سَ/ أتَقَشّرْ
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2008, 10:12 AM   #65
نورة عبدالله عبدالعزيز
( كاتبة )

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


" مَاذَا لَو أنّنِي غَادَرْت .. مَالّذِي سَيَبْقَى مِنْ بَعْدِي ؟
مَالّذِي سَيَبْقِى مِنْ حَرْفِي ؟
مَالّذي سَيَبْقَى مِنّي ؟
وَ كَيْفَ سَيَذْكُرُوننِي ؟
وَ إلى مَتَى سَيَقْرَؤننِي ؟
وَ مَتَى سَيودعُونِي تَوَابِيْتَ النّسْيان ؟ "



لَسْتُ مَأسْاويّة التّفْكِير ، سَوداويّة النّظْرَة لِلمُسْتَقْبَل . وَ لَكِنّ هَذهِ
الأسْئِلَة مَا انْفَكّت تُرَاوِدُنِي وَ تُؤرّقُنِي بَعْدَ أنْ وَصَلَنِي نَبَأ اليَقِيْنِ عَنْ وَفَاةِ
أحدِ الكُتّاب وَ الّذي كَانَ رَفِيق حَرْف لا يُنْسَى ،


ذَهَبْتُ لأقْرَأ مَلَفّهُ الشّخْصِي .. أعَتّق بَصَرِي بِمَا تَقَاطَرَ مِنْه فِيْ آخِر شهُوره
تِلْكَ الّتِي لَمْ أشْهَدْهَا لانْشِغَالِي ، أقْرَأ وَ أتوجّع وَ أتَسَاءل : هَلْ حَقّاً رَحَل ؟!!


ذَهَبْتُ وَ أنَا أتَحَاشَى النّدم إذْ لَطَالَما قَالَ لِي " عُودِي أخْتِي .. المَكَان يَفْتَقدّكِ وَ يَشْتَاقكِ " ،
وَ لَمْ أعد !! ...
أوَكُنتُ أعْلَمُ بِأنّه سَيَرْحَل ؟!!


ذَهَبْتُ وَ أنَا أحْمَدُ الرّب أنّي لَمْ أكُن بِالجِوَارِ فِي الشّهُور الأخِيْرَة كَيْ لا تَكُونَ
ذَاكِرَتِي رَطْبَة نَاضِجَة ،.... أشْعُر بِأنّي مَحْض أنَانِيّة وَ أنَا أكتُب هَذا الحَمْدُ
وَ لَكِنّي أعْرِفنِي حَدّاً أجِد لِي العُذر فِيمَا نَطَقتهُ الآن ،



وَ الآن .. تَجْتَاحنِي هَذهِ الأسْئِلَة وَ تَفْرِضُ نَفْسها عَلَي لِـ أتَأمّل حُرُوفِي فِيْ أرْجَاء
المُنتَدياتِ الأدَبِيّةِ وَ أتَسَاءل ... مَاذَا بَعْدُ يَا نُورَة ؟


أعُودُ بِذَاكِرَتِي إلِيّ .. كَمْ مَقْطَعٍ مُوسِيقي وَضَعته ؟ لَيْسَ الكَثِير .. كُنتُ أخْشَى
أنْ أبُوء بِذَنْبِ غَيْرِي لِذا لَطَالَما امْتَنَعَت عَنْ وَضْعِهَا وَ أرْخَيتُ قَبْضَتِي فِي أوْقَاتٍ
نَادِرَة أخْرَى ،


أعُودُ إلى الصّور وَ الحُرُوف ، لَمْ أبْتَذِل الحَرْفَ وَ لَمْ أبْتَذِلُ نَفْسِي ،
لَمْ أكْفُرُ بِحُرُوفِي وَ أتَعَبّدُ بِهَا لِغَيْرِ خَالِقِي ،
لَمْ أدْعُو إلى الفِتْنَةِ وَ حَارَبت مَنْ دَعَى إلِيْهَا ،
نَصَحْتُ وَ غَضَبْتُ وَ ابْتَسَمتُ وَ وَاسَيْتُ وَ بَكَيْتُ بِحُرُوفِي ،
أحْبَبتُ فِيْ الله وَ كَرَهْتُ فِيْ اللهِ أيْضَاً ،
أحْبَبتُ مِنْ نَفْسِي وَ كَرَهْتُ مِنْ نَفْسِي أيْضَاً ،

وَ ................ أفَكّر : مَاذَا بَعْدُ يَا نُورَة ؟


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع


يَصْعُب أنْ تَعِيشَ بِقلبٍ يُبْصِرُ كل مَا يحدُث حَوله،
لا يَغض طرفه..
وَ ليسَت المشَاهد أمامهُ مُمتِعَة!

نورة عبدالله عبدالعزيز غير متصل   رد مع اقتباس