منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عندما يسقط المطر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2008, 05:56 PM   #1
عبدالله الراشد
( شاعر و صحفي )

الصورة الرمزية عبدالله الراشد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

عبدالله الراشد غير متواجد حاليا

افتراضي عندما يسقط المطر



رغم كونها (أمية) لا تقرأ ولا تكتب الا انها كانت سببا لأكون من بين الأوائل في كافة مراحل دراستي, أتذكر فرحتها بتفوقي بعد تخرجي من ثانوية البريد كنت حينها شاب لازال يخطو في متاهات حياته شاهدت اسمي بين المتفوقين في جريدة اليوم, تلك الامية سهرت على راحتي انا وشقيقي عادل منذ نعومة أظافرنا, بعد وفاة الوالد "غفر الله له واسكنه فسيح جنانه", وجدت نفسها تحتضن يتيمين ,حينها لم يكن همها سوء راحتنا, عملت في مهنة جعلتها توصف بـ(الشرطية) أصبح أطفال الحارة يهابوني حتى الشيبان كانوا يتسالون عن الباص ذو اللون الأبيض والأسود الذي كان يحملها الى مقر عملها.
رغم كوني بعيد عنها طوال ساعات اليوم بسبب الركض الصحافي المرهق والممل كانت تمنحني حنان الارض, ذات يوم اصابني وجع اسنان ,وجدتها تسير من بيتها إلى بيتي لمسافة تزيد عن الثلاثة كيلو مترات, جننت اذ علمت عظيم صنيعها , وجدت نفسي بين يديها هانئا ومطمئنا , دنت بصدرها ,مازحتني ثم قالت "يا ابو ثامر تراني مشيت عشان احرق السكر. "أم آه" انتي الاجمل وربي الا يكفيني ان انسى كل المي بعد حنانك هذا؟؟.
كنت اراها في مركز المعلومات بدار اليوم_ ليست امي طبعا_ خاصة في المناسبات!!, وجوه بريئة, احدهم كان على كرسي متحرك وهو يتسلم باقة ورود لتهنئته بالعيد. صور رسمت في ذهني علامات التعجب قبل علامات الاستفهام, اباء وامهات في دور يقولون بانها للعجزة ,ويل لابنائهم , هم لا "يفهمون" بان الجنان تحت اقدام الامهات وبان بسمة "شايب" بين ابناءه تساوي الدنيا وما عليها, رفقا بهم وفقا فان للدنيا حساب ولكل اجل كتاب وما ألوى إليه نسير له لامحال
انت الاقرب وابهى الامهات، كنت اتحدث اليها عبر هاتفها ,ارمي همومي اليها, كانت لا تأتي بالحلول لما اواجهه في عملي في مرفق" البريد" وكمتعاون في هذه المطبوعة العملاقة , هي بلسم جراح, دعواتها مسكن باهر لاي وجع ,كلماتها اقوي من تأثير البنادول الذي لا يخلو منه جيبي , احد شقيقاتي تقرأ لها هذا المقال فدعوني معها" اماه انتي التي صنعتي كل ما املك ,وجودك طابت به الحياة , اماه دعيني وانا في العام العاشر في بلاط صاحبة الجلال اخبركي بانني وصلت الى ما تريدين اماه مازال محمد السهلي ومحمد ملاح معي وهنا رغم اليتم ابي , يدفعني لممارسة جنوني الصحافي بهمساته ومذكراته التي اجدها على مكتبي بين فترة واخرى. انه يا أماه معلمي "محمد الوعيل" , خلصني من صحافة "الطقطقة "كما تسمينها حيث ودعت الصحافة الفنية بإشارة منه ,لا اقوى الصمود امام هيبة وخبرة رجل بقامته.

هو العام العاشر اذن يمر في عملي الصحافي وانا في لحظات وداع وتفكير مرهق بالاستقرار والبعد عن هذا الركض اليومي. اماه شكرا لصبرك وطهرك وعظيم صنيعك معي وادامك الله بيننا واطال الله في عمرك يا (مطره) وكل عام وانتي غيث حياتي والصدر الذي اتوق اليه شوقا كلما (لعبت بي الدنيا بيمينها وشمالها).

فا صلة دمت يا عبدالله القو قراتها لك واجزتها ولك الاجر معي

 

التوقيع


احيانا يكون للرحيل معنى والف الم
احيانا يكون الصبح وجع لا ينتهي
والليل جراح
احيانا نقفز للاحلام
نلهث خلف الذكرى
نلهو بين البسمات
نتحايل على الانين
ولا يكون امامنا
الا
"ال ر ح ي ل"
في النهاية

عبدالله الراشد غير متصل   رد مع اقتباس