منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ بَعْدَ مُرُوْرِ عَشْرِ سَنَوَاتٍ عَلَى رَحِيْلِهِ ، الْمُفَكّرْ : عبدالله القصيمي ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2008, 05:44 PM   #38
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي


قايد الحربي
***
موضوع جميل ، و وقفةٌ كبيرة مع عقليةٍ مارستِ الاتجاهين الفكريين ؛ الاتجاه الديني ، و الذي ضُيِّقَ ببعض الفهوم ، و الاتجاه التفكيري العقلي ، و الذي نظرَ بشموليةٍ و تحطيم لبعض أغلال الفهم للدين من خلالِ رؤية العقلِ على حقيقة إيجاده ووجوده .
ليس كل ما يقوله القصيمي يكون مقبولاً ، لأنه نتاج تفكيرٍ عقلي ، و العقول تتفاوتُ إدراكاً و فهماً ، و إنما يجدرُ أن يُوقَفَ على الحقيقة التي أوصلَت القصيمي لهذا الرأي .
عوداً إلى ما قبلِ تغيُّرِه ، و لا أقول انحرافَه و لا إلحادَه ، فإنَّ القصيميَّ الذكيَّ العبقريَّ العالمَ الرباني الإمام في العلوم الشرعية كان محلَّ إكبارٍ و إعجابٍ من علماءِ بلاده ، التي يسكنها ، و كانوا يُشيدون به في المجالس ، و يتطلَّعون إلى ردِّه على المخالفين باشرأبابِ الأعناقِ و شخوص الأعين ، و يمدحونه مدحاً عظيماً كبيراً ، ففي حين أخرج كتابه " الإسلام و الوثنية " و الذي فيه ردٌّ على الشيعةِ نُقلَ عن الشيخِ محمد بن إبراهيم ، مفتي الديار السعودية ، أنه قال : " لقد أمهرَ القصيميُّ حور الجنةِ بكتابه هذا " ، و كانوا يقولون عنه : " لم يأتِ بعد ابن تيميةَ أحد يُضارعه أو يُقاربه كالقصيمي " ، و قد اعتدَ أقواله و ردوده مؤلفون أكاديميون في جامعة الإمام ، كـ : د. عبد العزيز العبد اللطيف في رسالة له .
فمثل هذه صنعت في الرجلِ إعجاباً بنفسه ، إن كان مُعجباً بغيرِ أفعاله ، و يبقى بشراً يتأثرُ بما يُلقيه أكابرُه عليه ، و في حال أن خالفَهم بإطلاق عقله للتفكيرِ و البحثِ قِيمَ عليه و لم يُنظَرْ إلى ما قيلَ عنه من جهتمهم ، و هذا نُكرانٌ لما فاهوا به ، و أيضاً مُصادَرَة للرأي ، و هاتان نُقطتان كفيلتان بهدمٍ كبيرٍ ، و العاقلُ لا يُهدَم ما دام أن عقلَه يَعي و يَعمل .
ألفَ كتباً يُحاربُ فيها فُهوماً لا علوماً ، أُعطيتْ تلك الفهومُ خصوصية العلم ، و خصوصية النصِّ ، فأراد أن يُبين أنَّ العقل و الشرعَ يتكاتفان و يتعاضدانِ ، كما هو رأيٌ لبعض فلاسفة الإسلام ، و لم يُخالف أو يعترض ذلك ابن تيمية و لا من تخرَّج على مدرسته ، إلا مَن كان مندرجاً شكلاً في آخرةِ الوقتِ ، فالشرعُ الصحيح و العقلُ الصريح لا يتخالفان و لا يتعارضان ، لأنهما يريدان غاية واحدة و هي الارتقاءُ بالإنسان ، في كلِّ أنواع الارتقاء النافع .
الرادُّون على القصيمي و المعترضون عليه أنواعٌ :
الأول : منهجيٌّ طائفيٌّ ، يدافعُ عن منهجِ طائفة منضمٌّ تحت مظلتها ، فهو انتصارٌ لمنهج مذهبه أو طائفته أو جماعته في الردِّ على المعترض ، فليس في رده إلا مكروراً من القولِ مُعاراً ، و هذا لا يحكي عن نفسه و لا ينطلق في تفكيرِ عقلِهِ .
الثاني : مَن لم يفهمْ مرادَ القصيمي ، و حملَ كلامَه عن الفهومِ للدين على الكلامِ في الدينِ ، و هذا إن صُحِّحَ فهمه لمراد القصيمي رجعَ عن ردِّه ، و كثيرٌ ما هم .
الثالث : من أدرك مراد القصيميَّ ، و لكنه لا يتوافق معه في الرأي ، فهنا سوق اختلاف الرأي قائم ، و يكون الكلام عن أدب الاعتراض و الردِّ .
في آخرِ أحوال القصيمي ، رحمه الله ، ذكر أنه مات و هو يذكرُ الله ، و نقل هذا عن أحد أبنائه ، و عن غير أبنائه أيضاً .
و بقيَ القصيميُّ مذكوراً عند مَن يعرفُ الحريةَ ، و يعتذرُ لخطأ كان منه ، فليس أحد معصوماً ، و ليس أحدٌ رائماً الحقَّ ملوماً ، و يبقى الودادُ ديدنا ، و البرهانُ في النقاشِ مهيناً .
***
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهد الخدلي مشاهدة المشاركة
عبدالله القصيمي


وبكل ما تحمله هذه الكلمه من معنى

شخصيه كرست حياتها لإبعاد المسلم عن الله

قدوه العلمانيين
كبيرهم الذي علمهم السحر

من أقواله الله المستعان

إن الإنسان هو وحده الذي تحدث عن الآلهة ودعا إلى الإيمان بها.


أخوي قايد أشكرك على هالموضوع
فهد الخدلي
***
جميلٌ ما ذكرتَه ، و إن كان القصيميُّ كما ذكرتَ ، فهناك مَن سبقَ وجوده ، ففي تونس تجد الليبراليين و العلمانيين يعتمدون على الطاهرِ بن عاشور ، و في المغربِ على بعضٍ مما كتبه فلاسفة الإسلام ، فليس القصيمي أولاً في هذا .
ما نقلتَه عن القصيمي ، و كأنيِّ بك في إيرادِ " الله المستعان " ليست رائقة لك ، فهي صحيحة من جهة الشرع و العقل و الواقع ، فمن جهةِ الشرعِ فلم يأتِ في الشرعِ من تحدثَ عن الله ، و اعتبرَ الشرعُ كلامه ، سوى الإنسان ، لأنه العاقلُ المكلَّف و المفصود بإرسال الرسل و إنزال الكتبِ و إقامة الشرائع ، و من جهة العقلِ فالآلهةُ لا يهتمُّ بها إلا من يملكُ عقلاً ، فكان العقلُ غيرَ آبِهٍ لتصرفِ مجنونٍ ، فضلا عن حيوان ، في معبَدٍ أو قيام بعبادة ، و كذلك فالإنسان هو الذي بحثَ عن إله الكون الفاعلِ المدبرِ القائم عليه بمحض تفكيره بعقله ، فجاءَ الشرع دالاً لذاك الفاعلِ في الكون و أرشد العقلَ إلى أنه هو الله تعالى ، فلم يكن من غير الإنسان من تكلم عن آلهة الكون ، و أما من جهةِ الواقع فسبرُ تاريخِ البشرِ و الوقوف على المكتوبات المنقولات الباقياتِ نجد أن الإنسان هو فقط من فعل ذلك ، فليس في كلمة القصيمي أيَّ عيبٍ أو مأخذٍ ، هذا على فرَضِ أنني فهمتُ ذلك منكَ ، و أما إن كان فهمي ليس على وجه الصوابِ فأعتذرُ إليكَ أولاً ، و أشكرُكَ ثانياً على أنَّ كلامكَ فتحَ لي أُفُقاً .

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس