منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - زهــايمر .... !
الموضوع: زهــايمر .... !
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2008, 06:52 PM   #1
صُبـــح
( كاتبة )

الصورة الرمزية صُبـــح

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1573

صُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعةصُبـــح لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي زهــايمر .... !


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




عندما أصبح عجوزاً سأتألق من العدم فالشيخوخة ليست إلا موشحات شبابية نرددها في حين غفلة !
أذكرُ بحزنٍ وأنا أبتسم أنَّ الزهرةَ تذبل لتعطي فاكهةً ...
والفاكهةُ تتعفَّنُ لتعطي أرضاً ، ومنِ الأرض أنا، ومن إبتهاجاتِ الربيع، يكونُ النُّضج والتّفَسّخ ..!
فأحثّ خُطاي نحو ذاك الفناء الذي أركض فيه كأرملةٍ للتو قتلت زوجها وأنوح بإبتسامٍ خبيث مصرّة أن أعيش الحياة بعنادٍ لمدة طويلة أو لبرهة خاطفة !
فاسطعي، ياروح الشباب ياكل الذكريات المذبوحة على أبواب الكهولة
ياصباي ، ياوجه شبابي ، ووجوه الرجال الموزعة على جهات
القلب الأربعة !!
فهناكَ يكمنُ الشَّرك الذكي الذي يُوقع بأنبلِ الأرواح ..
أعلم تماماً لا الوقار المفتعل ولا الطيبة الصالحة سيقصران تاريخ صلاحيتي كـ حيّة بين الأحياء فهناك هدنة منقوشة على حلاوة الروح الفطرية فينا ..!
آه ياوجع الإنتظار..
أسمع وطأ أقدام خلاصتي العرجاء وهي تدبّ الأرض كأن تقول لي : الوعد غداً !
فيجري في دمي قمرٌ سرمديٌ وأسأل روحي كل ليلة على وسادة القطن الطبية التي أمقتها وأقول ياعجوز : كيف تنامين ؟!
كيفَ استطعتِ تحَملّ رائحة دهان الروماتيزم المبثوثة حيثما أدرتِ وجهكِ كيف !!
هل لا زلتِ تحلمين بشاعرٍ أمير يلفّ خصركِ بين ذراعيه ويطير بكِ لمدنِ النوارس والشناشيل وباسقات النخيل والجمال والمراوغة والغرور....
و .. والحب الأول الذي زار قلبكِ بشريانه البدائي هل مازال يذكرك !


وابن الجيران الذي ما إن يراكِ.... تضطرب شفتاه خجلاً !!
و الجملة الأولى التي تعثرت فوق دفتر..
من يردني للشابة التي لا تشبهها واحدة من النساء !
للرشاقة للأناقة لقمصان المساءات التركوازية ، لصباحات التفاح والدهشة ... !
ولكن من يعيد للقصب المجفف عافيته !! من ؟

وأسأل ذات السؤال :
هل الشيخوخة بمثل قسوة الموت المباغت ؟؟
أوأن مهابتها أقلّ من هيبة الإنتحار ؟
أو أنها ختمٌ دائريٌ يستخدمه الموت للتوقيع على أوامرِ إقصائنا ..
ربما نفضّل الموت بأسباب الوحدة أو بسبب هذيان الزهايمر أو وقوعاً من حادث طائرة أو بسبب تسممٍ بعد تناول وجبة تونة فاسدة ولا أن نموت بها !
كم نمقتها تلك الشيخوخة التي تأتينا كجرثومة لعينة متحدية وجه الشباب الذي كان يكافح ضدها العمر كله !
قالت لي إحداهنّ ذات ثرثرة عجائزية :
أن الشيخوخة رمزٌ تعلّقه الأيام على أكتافنا كنيشانٍ مقلوب
وأن النهاية بدونِ شعور يصاحبها أبلغ وأشهى كالموت عند الولادة أو
في جزيرة نائية على يد هنودٍ حمر !
وقالت لي أيضاً ماجدوى الحياة ولآلىء العين قد جفّت والحواس عطلّت ،
و العظمِ الذي تهشمَ إلى حدٍ لا يمكنُ فيه ترميمهُ ، والتجاعيد التي تدلّت من الجسد كأنها خلاخيل !

سمعت بالأمس عن آخر نساء جيلي التي ماتت فجأة ولما سألت عن السبب أجابوا : لا سبب غير الشيخوخة !
إنّها هي إذاً ولكن ما لا أعلمه بعد هل هي كالمسّ مثلاً أم كالشوق إلى حبيب أم هواية رائعة في لحظة يأسٍ ثقيلة ؟!
أشعر بأنها تصبّ في نفسها وتتمدد ، تختزن هبّات العمر في صدر الأقدار وتندلع كأرقامٍ متواصلة دون ترتيب مهم ..
تتحكم فينا وفق شروط مجهولة وتظل ترقبنا من بُعد حذّر لا يمكن إلتقاط إشاراته البتة !

كل ما أعلمه الآن أنّي مستعدة ولا يزال كبرياء الصبا ماثلاً في عينيّ وسأموت وأنا أردد أنشودة التسبيح والشكر والإنتصار ..
وبـ ذروة الصراخ أنا قــــــادمة .. !




 

التوقيع

العزلة أبرح فسحة للنسيان ... !

صُبـــح غير متصل   رد مع اقتباس