[سالم الدوسري]

وسقطت آخر أوراق التوت
لتبحثي عني
لتحاولي اللحاق بي
سقطت وتركت الأمور عارية أمامك
لتنظري من حولك
وتتجلى لك الحقيقة التي غفلتي عنها
سقطت لتلوذي بالصمت القهري
هل ترى يا حبيبتي
أفقت من غفلتك
هل عرفتي مكانة حبيبك
هل تعلمت دروسا جديدة
أم أنها لحظة ضعف أصابتك وتبحثين عن معين لك
هل لأنك تحبيني بحثتي عني
أم أنها رغبة في الانتقام عدت باحثة عني
أي كانت عودتك
فأنا هنا
أذكر أني في ذات يوم وعدتك بأن أكون صديقا
بأن أكون حنونا
أتذكر جيدا
بأني قلت لك في ذات مساء
وأنت تلملمين ما بقي لي من قلب
ستعودين
ولن تجدي بجانبي امرأة أخرى
وسأكون بانتظارك
ولكنني لن أكون حبيبك
وها أنا حبيبتي كما وعدتك
لا حبيبة معي
ولا أنثى تجلس بجواري
نعم أجلس قي نفس المقهى
وعلى نفس الطاولة التي تناجينا عليها كثيرا
ولكن مقعدك مازال شاغرا
فلن أسمح لأنثى أن تجلس على هذا الكرسي
ولن أسمح لأنثى أن تغير الصورة التي أمامي
ولن أهيم في عالم النساء
واقسم لك حبيبتي أني لن أبحث عن امرأة لها مثل عينيك
ولن انتظر إلى أن أرى شفتين كشفتيك
لا حبيبتي
لن أبحث عن امرأة تشبهك
فأنت لا تقبلين القسمة
أنت حواء مختلفة
أنت الوحيدة التي جعلت الأرض تخضر تحت قدمي
أنت الفاتنة التي سلبت لبي وجعلتني أهيم في الأرض بلا عنوان
نعم حبيبتي أنت كل ذلك وأكثر
نعم حبيبتي مازال حبيبك قابع تحت وطأة حبك
مازال حبيبك يدور في فلكك فلا يستطيع الخروج
مازال يبحث عنك في كل الاتجاهات
حبيبتي
عدتي أخيرا
وكنت أعلم أنك ستعودين
وانتظرتك بكل صبر لتعودين
ولكنني حبيبتي كنت قد تعلمت منك درسا قبل أن ترحلي
تعلمت أنلا أنظر أبدا إلى الوراء
وأنلا أفكر في الماضي أبدا
وأنت حبيبتي أصبحت من الذكريات
التي أحب الحديث عنها
ولكني لا أريدها أن تعود
عفوا حبيبتي
اسمحي لي فلا بد لي من الرحيل