قالت: اعتذر، لقد تأخرت عن الوصول في الموعد المحدد .
قال: لا تعتذري لي أبداً ، إنما اعتذري وتأسفي لهذا المسكين [ ثم وضع كفه على قلبه ] .
قالت: تعني قلبك ؟!!
قال: نعم .. فهو الذي كان يصطلي بجمر انتظارك .
[ أشرق وجهها بابتسامة ] وقالت: أنا آسفة كثيراً .
قال: يا سيدتي .. أنتِ في قلبي منذ البارحة .. تشعلين ليله بشموع التفكير .
قالت: ولماذا كنت طيلة البارحة .. تُفكر بي ؟!
قال: لأني اشتقت لكِ قبل أن يأتي الموعد ، ولما أتى الموعد اشتقت أنا والموعد لكِ !!
قالت: كلماتك تصيبني بدوار الغرور
قال: هكذا انتن معشر النساء ، تفضلن الكلمة الوردية على الرغيف والماء !
قالت: لكن لكلماتك نكهة لم أذق مثل طعمها من قبل
قال: نعم صدقتي ، فأنا أُجيد فن الكلام أكثر من أي شيء آخر !!
قالت: ولكن قلبي يقول إنك تُجيد أشياء كثيرة ،وانك إنسان طيّب
قال: وهل قلبكِ دائماً يصدقُ معكِ ؟!!
[ رفعت عينيها للأعلى .. وعضت على شفتيها ] وقالت: في هذهِ الأمور .. نعم يصدقُ معي عادة
قال: ولكن يا سيدتي .. انتبهي من كلماتي الوردية
قالت: ولماذا ؟
قال: لأنه ليس من حقي أن أحلم أو أن أرسم لغيري أحلام إلا بكلمات وردية فقط !
قالت: أنت تجلد ذاتك كثيراً !!
قال: لأنها لا تستقيم إلا بالجلد !!
قالت بغضب: حـرام عليك ، لماذا تقول هذا الكلام التعيس عن نفسك ؟
قال: لأن وجه الحقيقة هُنا تعيس !!
قالت: أي حقيقة ؟
قال: حقيقة هذه اللحظة ، ألا تعلمين بأن الحقيقة لحظات ؟
قالت: مجنون .. مجنون .. مجنون .
قال: نعم .. أنا الجنون بكل اتجاهاته وتفرده .