صباحكِ سكر شعيرات الكهولة
بالأمس كنا أطفال الحي واليوم أصبحنا نخبر الليل عن أحاديث السهر
الآن فقط آمن قلبي بالحكايات التي كنت أسمعها وأنا طفل بأن الحديث عن الشيب
يجلب الكهولة باكراً
لست بنادم على برائتي من شقاوتي في سن الطفوله فهاهو الزمن يطل علي
بالكهوله دون رغبة مني لتبدأ رحلة العجز ومراجعة النفس ولا مزيد سوا الهموم
حتى أصابع يدي الواحده لم تعد لتكفي كي تعد شيبات رأسي
أين أنت نبضي عن هذه الحيرة أما زلت بقلب سليم أخبرني أنك الاخر بخير
وسأغير مجرى العمر وخطوات الرحيل
سأجلس كل ليلة أنتظر قدومهم
أحكي لهم عن نضجي وبساتين المعرفة وكم أني صنعت من أزهار الحياة لون البياض
لشعري
سأخبرهم أني قطفت أولى ثماري شعرة بيضاء وأني أستعجلت الحصاد لوقار العمر
سأضوي لهم شموع الأمل فالأيام تمضي غير مبالية بحزن البشر ونحن لا بد أن نمضي
دون الوقوف على نصائب الحزن نبكي فعائل الوقت دون جدوى
سأخبرهم أني أمتكلت مفتاح قلبها طوع أناملها وبرغبة غرورها وأن الندى يصحو على
وجنتها ويغفوى كلما أشتد المكان حمرة عند إستحياءها
سأحلق بهم على بساط البياض بين أماني العمر المبعثرة وكيف أني لم أدركها لأني
رغبت أن تبقى كما هي أمنيات لا يشوبها بؤس الواقع وكي تكون الناقوس لي حين
حنينٍ مني بالعوده للخلف
وأصمت لبرهة حتى تعلو دهشة الغرابة مقلة المصغين منهم فأخبره أن الليل طال
وأن الغد يسألني أن لا أرتكبه قبل أوانه .
صُبـح
طاب لي المعراج هنا فأرتقت بي سنون الحصاد إلى تل اللوز
