حَبِيبِي الغَائِبُ وَرَاءَ التِّلالْ
أُمْسِكُ قَلَمِي لِأَكْتُبَ إليْكَ رِسَالَةً
سَأرْمِيهَا فِي مَهَبِّ الرِّيِحِ حَـالَ انْتِهَائِي مِنْهَا
فَمَنْ يَدْرِي
قَدْ تَصْدُقُ مَعِيَ الرِّيَاحُ هَذِهِ المَرَّةِ وَتُسَلّمَكَ إيَّاهَا
فَلَيْلَةُ البَارِحَةِ ضَجَّتْ العَوَاصِفُ فِي مَدينتِي
تُنْذِرُ بِهُطِولٍ قَادِمٍ مِنْ السَّمَاءِ غَزِيرْ
تَمَامَاً مِثْلَمَا أنْذَرْتُكَ ليْلةَ رَحِيلِكَ بِأنِّي سَأهْطُلُ دَمَاً إنْ أنْتَ تَرَكْتَنِي
فَأدَرْتَ لي ظَهْرَكَ رَاحِلاً غَيْرَ مُبَاليَاً ..
ليْلَةُ البَارِحَةِ حَبِيبِي
ابْتَلَّتْ الشَّوَارِعُ والخَانَاتُ وَحَتَّى الجِبَالُ وَالأشْجَارْ
تَمَامَاً كَمَا بَلَّلَ غِيَابُكَ كُلَّ أيَّامِي وَلحَظَاتِي وَأوْقَاتِي
بِالقَهْرِ والسَّهَرِ والعَذَابْ ..
ليْلَةُ البَارِحَةِ حَبِيبِي
ارْتَعَدَتْ السَّمَاءُ وَبَرقَتْ وَصَعَقَتْ
تَمَامَاً مِثْلَمَا صَعَقَنِي فِرَاقُكَ وَارْتَعَدَتْ لهُ فَرَائِصِي
وكُلَّ أوْتَارِ جَسَدِي ..
بِعَدَدِ قَطَرَاتِ المَطَرِ المُتَسَاقِطِ عَلَى زُجَاجِ نَافِذَتِي .. أُحِبُّك
بِعَدَدِ حَبَّاتِ البَرَدِ المُتَدَحْرِجِ فِي بَاحَةِ فِنَائِي .. أُهْوَاك
وبِعَدَدِ أقْدَامِ المَارُّينَ عَلَى رَصِيفِنَا فِرَارَاً مِنْ المَطَرِ .. أُعْشَقُكَ
