منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - نحوَ المطار
الموضوع: نحوَ المطار
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2008, 08:30 AM   #1
محمد فكري
( شاعر )

الصورة الرمزية محمد فكري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

محمد فكري غير متواجد حاليا

افتراضي نحوَ المطار


نحوَ المطار

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تَعِبٌ..
تجرُّ يدا حقيبتِهِ يديْه

ومسافِرٌ..
كي يشتري منفىً جميلاً واسِعاً..
ما دامتِ الأوطانُ قد ضاقت عليه

قبلَ الرجوعِ إلى بلادِ الذكرياتِ
توقفَ الحيرانُ يعكِسُ سيرَهُ نحوَ المطارِ
فسالَ ضعفُ فؤادِهِ من مُقلَتَيْه !

وتمدد الدربُ القصيرُ توسُّلاً..
في أن يعودَ إلى الوراءِ بخطوَتَيْه

لكنهم..
قد درّبوا بابَ المطارِ
على مقابلةِ الحزينِ وكيفَ يُشرِعُ في ابتسامٍ..
ساعِدَيْه

مِفتاحُ بابِ فؤادِه..
في كفِّ من قد باعَها
من أجلِ تذكرةِ العذابِ وباعَ جملَةَ ما لديه

ورِسالةٌ صوتيّةٌ من أمِّهِ
رغمَ انقطاعِ الصوتِ حينَ مماتِها..
لكنّهُ صوتُ الصدى ما زال يَصرُخُ
أي بُنَيَّ..
لعلّهُ سَيَحِنُّ ملتَفِتاً إليه

الداخِلونَ إلى المطارِ مُوَدِّعٌ..
أو في انتظارِ أحبّةٍ
وهوَ الوحيدُ وإن تجمّعَتِ المَرايا حولَهُ
حتى تقاتِلَ غربةً من غُربَتَيْه

وجرى الذي في داخِلِ المِرآةِ
نحوَكَ إذ مَشَيْت

بشجاعةٍ قد قالَها..
رغمَ ازدِحامِ الصوتِ:
يا هذا الذي.....
متناقِضانِ أنا وأنتَ فَسَلْ عيونَكَ..
هل رأيْت؟!

يا أيها الماضي من الماضي إلى المجهولِ كيفَ هنا أتَيْت؟!

جدرانُ بَلدَتِنا..
وأصغرُ وردةٍ في حيِّنا..
والمخبزُ الجوعانُ
كلٌّ قد بكى حينَ الرحيلِ كما بكيتُ فهل بكيْت؟!

بالأمسِ كنا توأمينِ
وأمنا مرآةُ غرفتِنا العجوزِ
برغمِ كلِّ شروخِها ودموعِها السوداءِ
كم هيَ زيَّنتْنا بالنقاءِ
فليتَ أمسِ يعودُ ليت

الانَ تُبحِرُ راكِباً موجَ الرِضى..
وغداً سترجِعُ شئتَ أم حتى أبيت

أتُرى سترحلُ تارِكاً إياكَ
في دربٍ شريدٍ كم تمنّى أن يكونَ لديهِ بيت

إن كنتَ حتماً راحِلاً عنّا..
فإنّي قد بقَيْت

 

التوقيع

قلبي كمرساةِ السفينةِ

تطمئنُّ لكلِّ شيءٍ قبلَ أن تنوي الرحيلَ إلى البعيدِ
وكلُّنا يهوى البعيدَ فكيف خانتكِ المشاعرُ والرياح
أصبحتُ وحدَكِ في الغيابِ وصرتِ وحدي
نقرأُ الأيامَ في صمتٍ
ونبتسمُ انكسارًا للحياةِ ولا نقاوم

.. فكري ..


التعديل الأخير تم بواسطة محمد فكري ; 11-17-2008 الساعة 08:39 AM.

محمد فكري غير متصل   رد مع اقتباس