رغم صغر سني وقت وفاة والدي ..
وعدم إدراكي لكل حيثيات ذاك المشهد ..
إلا أن حقيقة واحدة فقط هي التي أدركتها يومها ..
وظل صداها يدوي في داخلي حتى لحظة كتابتي لهذه الأسطر ..
وهي أن والدي راحلٌ لا محالة ..
وأنه سيترك مكانه فارغاً للأبد ..
لا أنسى أبدا منظره وقد حولوه باتجاه القبلة وهو نائمٌ ومغطى الوجه ..
في انتظار بزوغ الفجر ..
آآه ٍ ..
أيُّ فجر سيبزغ وروح أبي باردة ..
بل أيُّ شمسٍ ستشرق .. وجسد أبي سيغرب بشروقها ..
و أيُّ نهار سيظهر .. وصوت أبي قد غاب عنا ..
كم هي قسوة الحياة مميتة ..
لن أفقد كيس الحلوى فقط ..
بل سأفقد دفء صدره .. ورائحة لحيته العبقة .. !!
