*من أبرز جماليات هذه القصيدة في اعتقادي كانت بالعنوان الذي مَثّل صدمة للقارىء فجاء يحمل مفارقة, والمفارقة ظاهرة أسلوبية بارزة في الشعر العربي بعامة لكنه ظهر بصورة أوضح وأوسع بالقصيدة الحديثة وهو أن يأتي العنوان مفارقا لمحتوى القصيدة , وهنا القصيدة حملت عنوان [ صمت المقابر ] ليفاجئنا بأول بيت يٌحدث عميلة المفارقة ليقول :
ياعم وش لك في حديث المقابر !
إلى الحوار / الحديث الّذي حدث بين العم وبينه .
ومع المفارقة هنا استطاع الشاعر أن يُحوّل الصمت الذي هو الواقع المعايش إلى صورة لغوية أو واقع لغوي يفضح ويعري ويغمز ويتهكم ويشكي وكان هذا واضحا من البيت الثاني حتى الأخير خاصة بالأبيات التي بدأت بجمل إنشائية .
فالمفارقة في العنوان يرتقي معها الشّعر من أسلوب التقرير والاخبار إلى الإيحاء
الطافح بالدلالات الحاقة والمتخيلة , لذلك إن لم يفهم القارئ هذه العلاقة سيقع بالغموض .