منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - جِدُّو كريشنامورتي .. (1895-1986)
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2006, 12:35 PM   #11
سلطان ربيع

كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية سلطان ربيع

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 25

سلطان ربيع غير متواجد حاليا

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
11 ك1 / ديسمبر 1931
19 ك2 / يناير 1990.
يعتبر أوشو رجل القرن العشرين الذي اشتهر بفضل مساهمته الثورية في علم التحويل الباطني .



جواب أوشو عن السؤال:
إن تعاليمك تشبه كثيراً تعاليم"كريشنا مورتي". ما رأيك فيه؟




ليس لدي رأي حوله. أولاً أنا لا أعرفه، ثانياً عندما أقول شيئاً ما فإنك تقارنه مع كلام إنسان آخر- من أشبه ومن لا أشبه- عندها لن تستطيع أن تستمع إلي، وستضيّع وقتك في المقارنة.

من المستحيل أن تتشابه الكلمات بين شخصين، لأنه عندما أقول شخصان، فهما غير متشابهين. إن الورقتان من نفس الشجرة غير متشابهتان. إن أي حجرين غير متشابهان. يمكن أن يوجد تشابه في بعض الكلمات أو قد يكون سطحياً جداً في بعض الأشياء، ولكن أي شخص في العالم مميّز وفريد بحيث لا يمكن لأحد ما أن يشبهه تماماً.

إذا بدأت تقارن ما أقوله مع الجيتا " Gita" أو كريشنا أو ماهاڤيرا أو بوذا، فإنّ هذه المقارنة ستخلق نوعاً من الاضطراب، ولن تكون كلماتي قادرةً أن تصلك أنت. لن تكون هناك علاقة مباشرة بيننا.

لذلك أقول لك بأنّي لا أعرف، ولكن أقترح عليك أن تبتعد عن المقارنة وعن إيجاد أوجه الشبه والاختلاف. إن ذلك لن يفيد أحداً.

لكن هناك عادات شائعة تشكلت في حياتك، أحد هذه العادات هي المقارنة. إنّك غير قادر أن تقيّم شيئاً من دون مقارنة، لا تستطيع استيعاب التقييم بحد ذاته دون المقارنة، وعندما تبدأ المقارنة يبدأ الخطأ.

عندما تقارن بين الورد الجوري والليلك يبدأ الخطأ. الجوري جوري والليلك ليلك، والبنفسج بنفسج، الجوري ليس أفضل ولا البنفسج أقل شأناً، كلٌّ يعيش في تفرّده وتميّزه، لا أحد أفضل أو أقل ولا حتى يماثل أو لا يماثل. الإنسان يشبه نفسه ولا يشبه أحداً أخر. عندما تبدأ برؤية هذا التفرّد والتمايز بين الأشياء ستكون قادراً أن تتوقّف عن المقارنة.

ولكن المقارنة أصبحت عادة راسخة لديك، حتى أنك تقارن بين الأطفال الصّغار وتقول:"انظر، لقد سبقك الطفل الآخر، إنّك متأخر." أنت غير عادل مع هذا الطفل، لأن الطفل الآخر هو آخر، وهذا الطفل هو هذا الطفل. من المستحيل أن تقارن بينهما، إن وجود كل منهما مختلف عن الآخر، متميز وفريد في أصله، لا يوجد علاقة بين أيٍّ منهم

فإذاً هي عادة متأصّلة فيك. إن النظام التّعليمي يعلّمك المقارنة، بدون المقارنة لا تستطيع أن تقيّم. والنتيجة أنّك لا تفهم أحداً أو أي فكرة بشكل مباشر، وتضع العديد من أفكارك حاجزاً بينك وبين الآخر.

لذلك سأكتفي بهذا وأقول: لا أعرف مدى التشابه أو الاختلاف بيني وبين كريشنا، لم أقارن أبداً، وأطلب منك أيضاً ألاّ تقارن – سواء بيني وبين شخص آخر أو بين أي شخصين.

إنّ هذه المقارنة المستمرّة: ما أوجه التشابه بين بوذا وماهافيرا، بين عيسى ومحمَّد، بين كريشنا وراماكريشنا ؟

ما هي إلاّ مضيعة وقت! لا سؤال حول التشابه أو الاختلاف، لأن كل شخص هو ببساطة ذلك الشخص، ليس له علاقة بالآخر، ومن السخافة أيضاً أن تقول "اختلاف"، لأن عدم التشابه لا يعني الاختلاف.

كل شخص فريد ومتميّز بذاته، لا يوجد اثنان متشابهان في هذا الكون، ولا حتى حدث أو تجربة تتكرر. لا وجود للتكرار في الحياة، إن الحياة تستمر بخلق التجدّد والتّمايز دوماً.

لا داعي للمقارنة أو التقييم. عندما تستمع لـِ كريشنا، عليك أن تسمعه مباشرةً، وإذا كنت تسمعني عليك أن تسمعني مباشرةً. إذا كنت تستمع لزوجتك فاستمع لها مباشرةً، إذا كان بينكما شخص ثالث تبدأ المشاكل والصراعات. لا داعي لشخص ثالث أن يحلَّ بيننا، إن تواصلنا يجب أن يكون مباشراً.

عندما أقف أمام زهرة، وأتذكّر الزهور التي رأيتها البارحة، وأبدأ بالتفكير حول الشبه والاختلاف بين هذه الزهرة وتلك الزهور، لن أستطيع رؤية الزهرة، إن ظلال أزهار البارحة ستقف بيني وبين هذه الزهرة وتمنعني من رؤيتها مباشرةً.

إذا أردتُّ أن أرى هذه الزهرة التي أمامي، علي أن أنسى كل الزهور التي رأيتها في الماضي، إنّ وجودهم في هذه اللحظة غير عادل بالنسبة للزهرة. لا داعي أيضاً أن أحمل ذكرى هذه الزهرة إلى الغد، فإن للغد أزهاره، وإلاّ ستقف هذه الذكرى بيني وبين أزهار الغد.

لذلك لا تحضروا كريشنا مورتي إلى هنا. ولا تظن أنه بإمكانك أن تضعني بينك وبين أي شخص آخر تستمع له، إن ذلك لن يكون عادلاً لذاك الشخص.

انظر إلى الحياة مباشرة، ولا تدع أحداً يتوسّط بينك وبينها. لا أحد مثلك أو يختلف عنك، فكل إنسان هو نفسه، وأتمنى أن يحقق كل إنسان ذاته.

إنها قاعدة أساسية في الحياة أن يصبح كل شخص نفسه، ولكن حتى الآن لم تستطع أن تقبل ذلك، حتى الآن البشرية غير مستعدّة لتقبل كل فرد كما هوَ. إنّك تحاول أن تجعله كشخص آخر: عليه أن يصبح مثل بوذا أو غاندي. إن ذلك إهانة مباشرة لتميّز وفردية كل شخص.

عندما تقول لأحدهم :"كن مثل غاندي" تكون فد أهنته لأنّه لم يولد حتى يصبح غاندي. إن غاندي قد وُلدَ سلفاً، فما الفائدة من غاندي آخر؟ عندما تطلب ذلك من أحدهم فكأنك تقول بأنّه لا يملك الحق أن يصبح نفسه، لديه الحق فقط بأن يكون نسخة عن شخص آخر، أن يقلّد شخصاً آخر.

إنه بذلك يتحوّل إلى نسخة كربونية فقط، ولن يصبح كالأصل أبداً، إن ذلك إهانة للإنسان.

فإذاً أنا لا أقول أن يصبح كل شخص مثل باقي الأشخاص، أنا فقط أقول بأن يصبح نفسه، عندئذٍ يكون العالم جميلاً. حتى الآن قد جرّبنا فقط أن نرتب الأمور بحيث يصبح كل شخص مثل الآخرين. لذلك أنت تقارن وتفكر وتبحث. لا داعي لكل هذا، ولا داعي للتفكير بهذه الطريقة أبداً
.

 

التوقيع

[OVERLINE]"عمر الرجل كما يشعر، وعمر المرأة كما تبدو "

مثل فرنسي
[/OVERLINE]

سلطان ربيع غير متصل   رد مع اقتباس